وقال أَبو عُبَيْدَة : المُقِيتُ ـ عند العرب ـ : الموْقُوفُ على الشّيْءِ ، وفي الصّحَاح : وأَقَاتَ على الشَّيْءِ : اقْتَدَرَ علَيْه ، قالَ أَبو قَيْسِ بنُ رِفَاعَةَ اليَهُودِيّ ، وقِيلَ : ثَعْلَبَةُ بن مُحَيْصَةَ الأَنْصَارِيّ ، وهو جاهليّ ، وقد رُوِيَ أَنه للزُّبَيْرِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ عمِّ سيّدِنا رسولِ الله صلىاللهعليهوسلم ، وأَنشده الفَرّاءُ :
وذِي ضِغْنٍ كَفَفْتُ النَّفْسَ عَنْهُ |
|
وكنْتُ على إِسَاءَتِه مُقِيتَا (١) |
أَي مقتدراً.
وقرأْت في هامِش نُسْخَة الصّحاح بخَطِّ ياقُوت ، ما نَصُّه : ذكر أَبو مُحَمّدٍ الأَسْوَدُ الغُنْدِجانيّ أَن هذا البيت في قَصِيدةٍ مرفوعةٍ ، ورواه.
«على مَسَاءَتِهِ أُقِيتُ.
وأَورد القصيدةَ وآخرها :
وإِنّ قُرُومَ خَطْمَةَ أَنْزَلَتْنِي |
|
بحيثُ تُرَى من الحَضَضِ الخُرُوتُ |
قلت : وفي التكملة بعدهما :
يَبِيتُ الليلَ مُرتَفِقاً ثَقِيلاً |
|
على فَرْشِ القَنَاةِ وما أَبِيتُ |
تَعِنُّ إِليَّ منهُ مُؤْذِيَاتٌ |
|
كما تَبْرِي الجَذَامِيرَ البُرُوتُ |
وَنَفَخَ في النَّارِ نَفْخاً قُوتاً ، واقْتَاتَ لها ، كلاهما : رَفَقَ بها.
واقْتَتْ لَنارِكَ قِيتَةً ، بالكَسْر ، أَي أَطْعِمْها الحَطَبَ ، قال ذُو الرُّمَّة :
فَقُلْتُ له ارفَعْهَا إِلَيْكَ وأَحْيِها |
|
بِرُوحكَ واقْتَتْهُ لَهَا قِيتَةً قَدْرَا (٢) |
وفي اللسان : إِذا نَفَخَ نافِخٌ في النار قِيلَ له : انْفُخْ نَفْخاً قُوتاً (٣) ، واقْتَتْ لها نَفْخَكَ قِيتَةً. يأْمُرُه بالرِّفْقِ والنَّفْخِ القَليلِ ، ومثلُه في التكملة.
واسْتَقَاتَه : سأَلَهُ القُوتَ.
وفلان يَتَقَوَّتُ بكَذا.
وأَقَاتَه أَي الشَّيءَ وأَقَاتَ عليه : أَطَاقَهُ فهو مُقِيتٌ ، أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ :
ربما أَسْتَفِيدُ ثم أُفِيدُ ال |
|
مَالَ إِنِّي امْرُؤٌ مُقِيتٌ مُفِيدُ |
* ومما يستدرك عليه في المَجَاز : فلانٌ يَقْتَاتُ الكلامَ اقْتِياتاً ، إِذا أَقَلَّهُ (٤).
والحربُ تُقْتَاتُ الإِبِلَ ، أَي تُعْطَى في الدِّياتِ (٥) ، كذا في الأَساس.
وفي أَمْثَالهم : «جَدُّ امْرِىءٍ (٦) في قائِتِهِ» أَي يَتَبَيَّنُ جَدُّهُ.
فيما يَقُوتُهُ ، كذا في شرحِ شيخنا ، وفي التكملة : القِيَاتَةُ :
من الأَعلام ، والأَصلُ قِوَاتَةٌ.
(فصل الكاف)
مع المثناة الفوقية
[كبت] : كَبَتَهُ يَكْبِتُهُ كَبْتاً من حد ضَرَبَ : صَرَعَه فانْكَبَتَ ، وقيل : كَبَتَ الشَّيْءَ : صَرَعَه لوَجْهِه ، وأَصْلُ الكَبْتِ : الكَبُّ ، وهو الإِلْقَاءُ على الوَجْهِ ، وقد اسْتَعْمَلُوه في غيرِ ذلك على الإِبْدَال ، قال شيخُنَا : وفي الحديث «إِنَّ اللهَ كَبَتَ الكَافِرَ» أَي صَرَعَهُ وخَيَّبَه. وكَبَتَه اللهُ لوَجْهِهِ ، أَي صَرَعَه فلم يَظْفَرْ.
وكَبَتَهُ : أَخْزَاهُ.
وكَبَتَهُ : صَرَفَه.
وكَبَتَهُ : كَسَرَه.
وكَبَتَ : رَدَّ العَدُوَّ بِغَيْظِه.
__________________
(١) اللسان والتكملة «مساءته» بدل «اساءته» وفي التهذيب والصحاح فكالأصل.
(٢) الأصل والصحاح «ارفعها» واللسان والتهذيب : «خذها إليك» والمعنى : أي ترفق بنفخك واجعله شيئا مقدراً.
(٣) التهذيب : قوياً.
(٤) وشاهده قول ذي الرمة كما في الأساس :
وغبراء بقتات الأحاديثَ ركبُها |
|
ولا يختطبها الدهر إلا مخاطرُ |
(٥) وشاهد قول أبي داود كما في الأساس :
إنها حرب عوان لقحت |
|
عن حيال فهي تقتات الإبل |
(٦) بالأصل : «جداؤه في قائته» وبهامش المطبوعة المصرية «قوله جداؤه كذا بخطه ومقتضى قوله يتبين الخ أن يكون جده فليحرر بمراجعة الأمثال» وما أثبت عن مجمع الأمثال.