وأَفْلَتَ إِلى الشَّيْءِ كتَفَلَّتَ : نَازَعَ.
والفَلْتَةُ : الأَمْرُ يَقَعُ من غيرِ إِحْكَامٍ وقال الكُمَيْتُ :
بفَلْتَةٍ بين إِظْلامٍ وإِسْفَارِ
والجَمعُ فَلَتَاتٌ ، لا يُتَجَاوَزُ بها جمْعَ السَّلامةِ.
والَّلافِتُ ، والفَاتِلُ : موتُ الفجْأَةِ.
والفَلَّاتَة بالتَّشديد : ناحِيةٌ متَّسِعة بالمَغْرب.
وفَالَتَهُ ، كلَافَتَهُ : صادَفَهُ ، عن ابن الأَعْرَابيّ.
[فهت] : المفهوت أَهمله الجوهريّ ، وصاحب اللسان ، وقال الصاغانيّ : هو المَبْهُوتُ.
قلت : قيل : الفاءُ أُبْدِلتْ عن الباءِ وقيل : لُثْغَة ، قاله شيخُنا.
[فوت] : فَاتَهُ الأَمْرُ فَوْتاً وفَوَاتاً : ذَهَبَ عَنْهُ وفي المِصْباح : فَاتَ (١) الأَمْرُ ، والأَصلُ : فات وقْتُ فِعْلِه ، ومِنْهُ فاتَتِ الصَّلاةُ ، إِذَا خَرَج وَقْتُهَا ولم تُفْعَل فيه.
وفَاتَهُ الشيءُ : أَعْوَزَهُ. قال شيخُنا : وهذا وإِن عَدَّهُ بعضُهُمْ تَحقيقاً فهو لا يَصْلُحُ في كلِّ تَرْكِيبٍ ، إِنَّمَا يأْتي في مثلِ الصَّلاةِ ، وأَما الفَواتُ في غيرِه فاسْتُعْمِلَ بمعنى السَّبْقِ ، والذَّهَابِ عَنْهُ ، ونَحْوِه. انتهى.
وليس عنده فَوْتٌ ولا فَواتٌ ، عن اللِّحْيَانيّ.
وفي اللسان والأَساس : الفَوْتُ : الفَوَاتُ ، فاتَني كذا ، أَي سَبَقَنِي. وجَارَيْتُه حتّى فُتُّه ، أَي سَبَقْتُه. وقال أَعرابيٌّ : الحَمْدُ للهِ الذي لا يُفاتُ ، ولا يُلاتُ ، كافْتَاتَهُ ، وهذا الأَمر لا يُفْتَاتُ ، أَي لا يَفُوتُ ، روى الأَصمعيُّ بيتَ ابنِ مُقبل :
يا حارِ أَمْسَيْتُ شَيْخاً قد وَهَى بَصَرِي |
|
وافْتِيتَ ما دُونَ يَوْمِ البَعْثِ من عُمُرِي |
قال : هو من الفَوْتِ.
قال الجوهريّ : الافْتِيَاتُ : افْتِعَالٌ من الفَوْتِ ، وهو السَّبْقُ إِلى الشَّيْءِ دونَ ائْتِمَارِ منْ يُؤْتَمرُ ، وقال ابنُ الأَثِيرِ : الافْتِيَاتُ : الفَرَاغُ. وسَيَأْتِي بيانُ ذلك قريباً.
ويقال : فَاتَهُ الشيْءُ ، وأَفَاتَهُ إِيَّاهُ غَيْرُه ، وفي حديث أَبي هريرة : قال : «مَرَّ النبيُّ صلىاللهعليهوسلم تَحْتَ جِدَارٍ مائِل ، فأَسْرَعَ المَشْيَ ، فقِيلَ : يا رَسُولَ اللهِ ، أَسْرَعْتَ المَشْيَ ، فقال : إِنِّي أَكْرَهُ موْتُ الفَواتِ
يعني : مَوْتَ الْفَجْأَة (٢) ، هو من قَوْلِك : فاتَنِي فلانٌ بكذا : سَبَقنِي به.
وعن ابن الأَعْرَابِيّ : يُقَالُ للموتِ الفَجْأَةِ : الموتُ الأَبْيَضُ ، والجارِفُ ، واللَّافِتُ ، والفَاتِلُ ، وهو المَوْتُ ، الفَوَاتُ ، والفُوَاتُ ، وهو أَخْذَةُ الأَسَفِ وقد تَقَدَّم هذا بعينه قريباً.
ويقال : هُو فَوْت فَمِهِ ، وفَوْتَ رُمْحِه ، وَفوتَ يَدِهِ ، أَي حيثُ يراهُ ولا يَصِلُ إِلَيْهِ. وتَقُولُ : هُوَ مِنّي فَوْتَ الرُّمْحِ ، أَي حيثُ لا يَبْلُغُه ، وقال أَعرابيٌّ لصاحبه : ادْنُ دُونَك ، فلمّا أَبْطَأَ قالَ : جعل اللهُ رزْقَكَ فَوْتَ فَمِكَ ، أَي تَنْظُرُ إِليه قَدْرَ ما يَفُوتُ فَمَك ، ولا تَقْدِرُ عليه.
[وفي اللسان : وهو مني فَوْتَ اليَدِ ، أَي قدر مَا يَفُوتُ يَدِي ، حكاها سيبويه في الظُّرُوفِ المخصوصة. وفي الأَساس : وأَفلتنا فلانٌ فوت اليد وفُويت الظُّفر] (٣).
والفَوْتُ : الخَلَلُ ، والفُرْجَةُ بينَ الإِصْبعَيْنِ (٤) ، وعبارة غيره : بَيْن الأَصابعِ ، والجَمْع أَفْوَاتٌ.
وفُلانٌ لا يُفْتَاتُ عَلَيْهِ أَي لا يُعْمَل شَيْءٌ دونَ أَمْرِه
وزَوَّجتْ عائشةُ ابنَةَ أَخِيها عبدِ الرحمن بنِ أَبي بَكْرٍ ـ وهو غائب ـ من المُنْذِرِ بن الزُّبَيْرِ ، فلمّا رجَعَ من غَيْبَتِهِ قال : «أَ مِثْلِي يُفْتاتُ عَلَيْهِ في أَمْرِ بَنَاتِه؟» أَي يُفْعَلُ في شَأْنِهِنَّ شَيْءٌ بغيرِ أَمْرِهِ؟ نَقِمَ عليها نِكاحَها ابْنَتَه دُونَه ، ويقال لكلِّ من أَحدثَ شَيْئاً في أَمْرِك دونَك : قد افْتَاتَ عَلَيْكَ فيه.
والافْتِياتُ : الفَرَاغُ ، يقال : افْتَاتَ بأَمْرِهِ ، أَي مَضَى عَلَيْهِ ولم يَسْتَشِرْ أَحَداً. لم يهمِزه الأَصْمَعِيّ. ورُوي عن ابن شُمَيْل ، وابن السِّكِّيتِ : افْتَأَتَ فُلانٌ بِأَمْرِهِ ـ بالهمز ـ إِذا
__________________
(١) عن المصباح ، وبالأصل «فاته».
(٢) اللسان والنهاية ، وفي التهذيب : «الفجاءة».
(٣) ما بين معكوفتين من : وفي اللسان إلى الظُّفر مكانها في الأصل : «وفي الأساس واللسان : وهو مني فوت اليد الظفر ، أي قدر ما تفوت يدي ، حكاه سيبويه في الظروف المخصوصة» خلط فيه عبارة اللسان وعبارة الأساس.
(٤) في القاموس : بين إصبعين. ومثله في الصحاح.