وقد استشهد به غيرُ الجوهَرِيّ هُنا. والمجدوبُ : المُجْدِبُ ، ويقالُ : المَعِيبُ ، من قولهم : جَدَبْتُهُ ، أَي : عِبْتُهُ. وشِيبُ المَبَارِك : بِيضُ المَبَارِكِ ، لِجُدُوبته.
والمَدَافِعُ : موضعِ (١) السَّيْلِ. ودُرِسَتْ : أَي دُقَّتْ ، يعني مَدافِعَ الماءِ إِلى الأَوْدِيَة الّتي هي مَنابِتُ العُشْب. وهابِي المَراغِ : مثلُ هابِي التُّرابِ ، لا يتمَرَّغُ به بعيرٌ قد تُرِكَ. وقال ابنُ السِّكِّيت في قوله مَوظوب : قد وُظِبَ عليه حتَّى أُكِلَ ما فيه.
ومَوْظَبُ ، كمَقْعَدٍ : أَرْضٌ معروفَة ، وقال أَبو العَلاءِ : هو ع ، مَبْرَكُ إِبِل بني سَعْدٍ قُرْبَ مَكَّةَ المُشَرَّفة وهو شاذٌّ ، كمَوْرَقٍ ، وسيأْتي في موضعِه مع نَظائره ، وكقولهم : ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ ؛ قال ابْنُ سِيدَهْ : وإِنّمَا حقُّ هذا كلِّه الكسرُ ؛ لأَنّ آتِي الفِعْل منه إِنّما هو على فَعِلُ (٢) ، كَيعِدُ ؛ قال خِداشُ بْنُ زُهيْرٍ العامريُّ ، وهو جاهليٌّ ، ونقله الجوهريُّ عن ابن الأَعرابيّ :
كذبْتُ عليْكُم أَوْعِدُونِي وَعلِّلُوا |
بِيَ الأَرضَ والأَقوامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا |
يعني عليكُم بي وبهِجائي ، يا قِرْدانَ مَوْظَب ، إِذا كنتُ (٣) في سَفَر فاقْطعُوا بذكرى الأَرْضَ. قال : وهذا نادرٌ ، وقياسه : مَوْظِبا. وفي المعجم : هو شاذّ في القِياس ، لأَنّ كلّ ما كان من الكلام فاؤُه حَرفُ علَّة ، فإِن المَفْعل منه مكسور العين ، مثل مَوْعِدٍ ومَوْجِلٍ ومَوْرِدٍ ، إِلّا ما شذَّ من مَوْرَق ، اسمُ موضع ، وموْكَل ، ومَوْهَب ، ومَوْظَب ، ومَوْحَد مَوْحَد ، في العدد ، انتهى. وقد تقدَّم إِنشادُ هذا البيت في ك ذ ب.
والوَظْبةُ : جَهازُ ذاتِ الحافِرِ ، عن الفَرّاءِ. وفي لسان العرب : الوظْبةُ : الحَياءُ من ذوات الحافر. وهما واحدٌ ، فإِنّ الجَهاز ، بالفَتْح : الحَياءُ ، كما يأْتي له.
والمِيظَبُ ، بالكَسْر : الطُّرَزُ ، بالضَّمّ : نوع من الحِجَارة ، كما يأْتي وأَنشد ابنُ الفَرَج للأَغْلب العِجْلِيّ :
كَأَنَّ تَحْتَ خُفِّها الوَهّاصِ (٤) |
مِيظَبَ أُكْمٍ نِيطَ بالمِلاصِ |
والوَظْبُ : الوَطُءُ ، ومنه أَرضٌ مَوظوبةٌ : إِذا وُطِئتْ وتُدُووِلَتْ ، وقد تقدمَ.
[وعب] : وعَبَهُ ، كَوَعَدَهُ ، يَعِبُ ، وَعْباً : أَخَذَهُ أَجْمَعَ ، كَأَوْعَبَهُ.
والوَعْبُ : إِيعابُك الشَّيْءَ في الشَّيْءِ ، كأَنَّهُ يأْتِي عليهِ كُلِّه.
وكذلك إِذا استأْصلَ الشّيْءَ ، فقد استوعَبَهُ.
والإِيعابُ ، والاستيعابُ : الاستئصالُ ، والاستقصاءُ في كلِّ شيءٍ.
ومن المجَاز : أَوْعَبَ القومُ : إِذا حَشَدُوا.
وأَوْعَبَ : جَمَعَ. وأَوْعَبَ بنُو فُلانٍ : جاؤوا (٥) أَجمعينَ.
ومن المَجَاز : أَوْعَبَ الجِذْعَ ، بكسر الجيم وسكون الذّال المعجمة. هكذا في نسختنا ، وهو خطأٌ ، والصّوابُ : الجَدْع ، بفتح الجيم وسُكُون الدّال المهملة : اسْتَأْصَلَهُ ، يقالُ : أَوعَبَ أَنْفَهُ : قَطَعَهُ أَجْمَعَ ؛ قال أَبو النَّجْم يمدحُ رجلاً :
يَجْدَعُ مَنْ عاداهُ جَدْعاً مُوعِبَا |
بَكْرٌ وبكْرٌ أَكْرَمُ النّاسِ أَبَا |
وأَوعَبَهُ : قَطَعَ لِسَانَهُ أَجْمَعَ.
وفي الصَّحاحُ : وفي الشَّتْم : جَدَعَهُ اللهُ جَدْعاً مُوعِباً ، هكذا بكسر العين وفتحها. وفي الحديث : «في الأَنْف إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعُهُ (٦) الدِّيَةُ» أَي : إِذا لم يُتْرَكْ منه شيءٌ ، ويروى : أُوعِبَ كُلُّه ، أَي : قُطِعَ جميعُه ، ومعناهما اسْتُؤْصِلَ. وكُلُّ شيءٍ اصْطُلِمَ ، فلم يبقَ منه شيءٌ ، فقد أُوعِبَ واسْتُوعِبَ ، فهو مُوعَبٌ.
وأَوْعَبَ الشَّيْءَ في الشَّيْءٍ : أَدْخَلَهُ فيهِ كُلَّهُ ، ومنه : أَوْعَبَ الفَرَسُ جُرْدانَهُ في ظَبْيَةِ الحِجْرِ.
__________________
(١) اللسان : مواضع.
(٢) كذا بالأصل ، وفي اللسان : يَفْعلُ. وبهامش المطبوعة المصرية : «قوله إنما هو على فعل كذا بخطه والصواب على يفعل لأن الآتي في اصطلاحهم هو المضارع يعني أن مفعلا إذا كان فعله من باب فعل يفعل بالكسر في مضارعه فقياسه كسر عينه كما هنا».
(٣) الصواب كنتم.
(٤) ويروى : باملاص.
(٥) في اللسان : جلوا أجمعون.
(٦) كذا في الأصل والنهاية والفائق والصحاح ، وفي اللسان : جدعاً.