وعن أَبي عَمرو : رَضَبَتِ السَّمَاءُ وهَضَبَتْ ، ومَطَرٌ رَاضِبٌ أَي هاطِلٌ. ورَضَبَتِ الشَّاةُ : رَبَضَتْ ، قَلِيلَةٌ.
والمَرَاضِبُ : الأَرْيَاقُ العَذْبَةُ نَقَلَه الصاغانيّ.
[رطب] : الرَّطْبُ بالفَتْحِ ضِدُّ اليَابِسِ ، والرَّطْبُ مِنَ الغُصْنِ والرِّيشِ وغيرِه النَّاعِمُ ، رَطُبَ كَكَرُمَ وسَمِعَ الأُولى عنِ ابنِ الأَعْرَابِيِّ يَرْطُبُ رُطُوبَةً ورَطَابَةً وهذه عن الصاغانيّ فَهُو رَطْبٌ رَطِيبٌ ، والرَّطْبُ : كُلُّ عُودٍ رَطْبٍ. وغُصْنٌ رَطِيبٌ ، ورِيشٌ رَطِيبٌ ، أَيْ نَاعِمٌ ، وفي الحديث «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً» أَيْ لَيِّناً لا شِدَّةَ في صَوْتِ قارِئِه ، ونَقَلَ شيخُنا عن أَبي الرَّيْحَانِ في كتاب الجَمَاهِر : قولُهُم في اللُّؤْلؤ رَطْبٌ ، كِنَايَةٌ عَمَّا فيه من ماءِ الرَّوْنَقِ والبَهَاءِ ونَعْمَةِ البَشَرَةِ وتَمَامِ النَّقَاءِ ، لأَنَّ الرُّطُوبَةَ فَضْلٌ يَقوم (١) لِذَاتِ المَاءِ ، وهي تَنُوبُ عنه في الذِّكْرِ ، وليس نَعني (٢) بالرُّطُوبَةِ ضِدّ اليُبُوسَة وكذلك قولُهم : المَنْدَلُ الرَّطْبُ ، انتهى.
والرُّطْبُ بِضَمَّةٍ ، والرُّطُبُ بِضَمَّتَيْنِ : الرِّعْيُ بالكَسْرِ الأَخْضَرُ مِنَ البَقْلِ أَي مِنْ بُقُولِ الرَّبِيعِ ، وفي التهذيب : مِنَ البَقْلِ والشجر ، وهو اسْمٌ للجِنْسِ ، وقال الجوهَرِيّ : الرُّطْبُ بضَمٍّ فسُكُونٍ : الكَلأُ ، ومنه قولُ ذِي الرُّمَّةِ :
حَتَّى إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّيْفِ هَبَّ لَه |
بِأَجَّةٍ نَشَّ عَنْهُ المَاءُ والرُّطُبُ |
وهُوَ مِثْلُ عُسْرٍ وعُسُرٍ ، وفي كِفاية المتحفظ : الرُّطُبُ بِضَمِّ الرَّاءِ : هُوَ مَا كَانَ غَضًّا منَ الكَلإِ ، والحَشِيشُ : ما يَبِسَ منه ، وقال البَكْرِيُّ في شرح أَمَالِي القالي : الرُّطْبُ بالضَّمِّ في النَّبَاتِ ، وفي سائِرِ الأَشْيَاءِ بِالفَتْحِ ، نقله شيخُنا أَوْ جَمَاعَةُ العُشْبِ الرَّطْبِ ، أَي الأَخْضَرِ قاله أَبُو حنيفَةَ وأَرْضٌ مُرْطِبَةٌ بالضَّمِّ أَي مُعْشِبَةٌ كَثِيرَتُهُ أَيِ الرُّطْبِ والعُشْبِ والكَلإِ ، وفي الحديث «أَنَّ امْرَأَةً قَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّا كَلٌّ عَلَى آبَائِنَا وأَبْنَائِنَا ، فَمَا يَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ؟ فَقَالَ : الرَّطْبُ تَأْكُلْنَه وتُهْدِينَه» أَرَادَ مَا لَا يُدَّخَرُ وَلَا يَبْقَى كالفَوَاكِهِ والبُقُولِ ، وإِنَّمَا خَصَّ الرَّطْبَ لِأَنَّ خَطْبَهُ أَيْسَرُ ، والفَسَادَ إِليه أَسْرَعُ ، فَإِذا تُرِكَ ولَمْ يُؤكَلْ هَلَكَ ورُمِيَ ، بخِلَافِ اليَابِسِ إِذا رُفِعَ وادُّخِرَ فَوَقَعَتِ المُسَامَحَةُ في ذلك بتَرْكِ الاسْتِئْذَانِ ، وأَنْ يُجْرَى على العَادَةِ المُسْتَحْسَنَةِ فيهِ ، قال ابنُ الأَثِيرُ : وهذَا فيما بَيْنَ الآباءِ والأُمَّهَاتِ والأَبْنَاءِ دُونَ الأَزْوَاجِ والزَّوْجَاتِ ، فليسَ لأَحَدِهِمَا أَنْ يَفْعَلَ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ صاحِبِه.
والرُّطَبُ كَصُرَدٍ : نَضِيجُ البُسْرِ قَبْلَ أَنْ يُتْمِر وَاحِدَتُهُ بهَاءٍ ، قال سيبويه : ليْسَ رُطَبٌ بتَكْسِير رُطَبَةٍ ، وإِنَّمَا الرُّطَبُ كالتَّمْرِ مُذَكَّرَة يقولونَ : هَذَا الرُّطَبِ ، ولو كانَ تَكْسِيراً لأنَّثُوا ، وقال أَبو حَنيفة : الرُّطَبُ البُسْرُ (٣) إِذَا انْهَضَمَ فَلَانَ وحَلَا ، وفي الصحاح : الرُّطَبُ مِن التَّمْرِ : مَعْرُوف ، الوَاحِدَة : رُطَبَة ج أَيِ الرُّطَب أَرْطَابٌ (٤) ، والإِمَامُ الفَقِيهُ أَبُو القَاسِم (٥) أَحْمَدُ بنُ سَلامَةَ بنِ عُبَيد الله بن مَخْلَدِ بنِ الرُّطَبِيِّ البَجَلِيِّ الكَرْخِيّ (٦) مِنْ كِبَار الشَّافِعيَّةِ وُلِدَ في أَوَاخِرِ سَنَةِ سِتِّينَ وأَرْبَعِمائَةٍ ، وحَفِيدُهُ الإِمَامُ العَلّامَةُ الفَقِيهُ القَاضِي أَبُو إِسحاقَ وأَبُو المُظَفَّرِ إِبراهِيمُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ أَحْمَدَ وُلِدَ في رَمَضَانَ سنة ٥٤٢ وسَمِعَ الحديثَ من ابنِ الحسَينِ عَبْدِ الحَقِّ ابنِ عبدِ الخَالِقِ ، وأَبِي السَّعَادَاتِ نَصْرِ اللهِ بنِ عبدِ الرحمنِ ، وأَبِي الفَتْحِ بنِ البَطِرِ ، وتَفَقَّه على أَبِي طالبٍ غُلامِ بنِ الخَلِّ ، ذَكَرَه المُنْذِرِيُّ في التكملة ، وابن نُقْطَةَ في الإِكمال والخَيْضَرِيُّ في الطَّبَقَات ، مات في رمضان سنة ٦١٥ وابنُ أَخِيهِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَيْدِ اللهِ الرُّطَبِيُّ ، حَدَّثَ عن أَبِي القَاسِمِ عَلِيِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عليِّ بنِ البُسْرِيِّ ، وأَمَّا جَدُّه أَحْمَدُ بنُ سَلَامَةَ فإِنَّه حَدَّثَ عن مُحَمَّدٍ وطَرَّادٍ ابنَي الزَّيْنَبِيِّ ، ومُحَمَّدِ بنِ عليِّ بنِ شُكْرَوَيْه ، ومُحَمَّد بنْ أَحْمَدَ بن مَاجَهْ الأَبْهَرِيّ وجَمَاعَةٍ ، وتَفَقَّه على أَبِي نَصْرِ بنِ الصَّبَّاغِ ، وأَبِي إِسحاقَ الشِّيرَازِيّ ، ثُمَّ رَحَلَ إِلى أَصْبَهَانَ ، وتَفَقَّه بها على مُحَمَّدِ بنِ ناشِبٍ الخُجَنْدِيّ ، وَرَجَعَ إِلى بَغْدَادَ ، وَوَلِيَ حِسْبَتَهَا ، وكانَ كَبِيرَ القَدْرِ حَسَنَ السَّمْتِ ذَا شَهَامَةٍ ، ذَكَرَه ابنُ السِّمْعَانِيِّ ، والخَيْضَرِيُّ ، ماتَ في رَجَبٍ ، سَنَةَ سَبْعٍ وعِشْرينَ وخَمْسِمائَةٍ.
ورَطَبَ الرُّطَبُ ورَطُبَ كَكَرُمَ وأَرْطَبَ ورَطَّبَ تَرْطِيباً : حَانَ أَوَانُ رُطَبِه ، وعنِ ابنِ الأَعْرَابِيّ : رَطَّبَتِ البُسْرَةُ وأَرْطَبَتْ
__________________
(١) بالأصل : «فصل مقدم» وما أثبتناه عن المطبوعة الكويتية.
(٢) بهامش المطبوعة المصرية : «قوله نعني لعل الأحسن يعني بالبناء للمجهول لمناسبة تعبيره بقولهم».
(٣) عن اللسان ، وبالأصل «كالبسر».
(٤) في الصحاح : وجمع الرطَبِ أرطابٌ ورِطَابٌ مثل رُبَع ورِباع.
(٥) في العبر للذهبي : أبو العباس.
(٦) عن العبر (وفيات سنة ٥٢٧) وبالأصل «الكرجي».