وعَسِيبٌ : جَبَلٌ بعَالِيَة نَجْد مَعْرُوفٌ. قاله الأَزْهَرِيّ : يقال : لا أَفْعَلُ كَذَا ما أَقَام عَسِيبٌ. قال امرؤُ القيسِ :
أَجارَتَنا إِنَّ الخُطوبَ تَنُوبُ (١) |
وإِنِّي مُقِيمٌ ما أَقَامَ عَسِيبُ |
واليَعْسُوبُ : أَميرُ النَّحْل وذَكَرُهَا ، واستُعمِل بعد ذَلِكَ في الرَّئِيس الكَبِيرِ والسيد والمُقَدَّم ، وأَصلُه فَحْلُ النَّحْلِ ، كالعَسُوبِ كصَبُورٍ ، وهذه عن الصّاغَانيّ ، والياءُ زَائِدَة ؛ لأَنَّه لَيْسَ في الكلامِ فعْلُول غير صَعْفُوقٍ. جَمْعُه يَعَاسِيبُ. وفي حَدِيثِ علِيٍّ : «أَنا يَعْسُوبُ المُؤْمِنين ، والمَالُ يَعْسُوبُ الكُفَّار». وفي رواية «المُنَافِقِين». أَي يلُوذُ بي المُؤْمِنُون ويَلُوذُ بالمال الكُفَّارُ أَو المُنَافِقُون كما يَلُوذُ النَّحْل بيَعْسُوبِها وهو مُقدَّمُها وسَيِّدُها.
واليَعْسُوبُ : الذهَبُ ، على المثل ، كما مَرَّ في الحَدِيثِ ، لقِوَام الأَمْرِ به. وفي حَدِيثِ عَلِيٍّ رضياللهعنه أَنَّهُ ذكر فِتْنَةً فقال : «إِذَا كَانَ ذلِكَ ، ضَربَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه فيجْتَمعُون إِليه كما يَجْتمع قَزَعُ الخَرِيف».
قال الأَصْمَعِيُّ : أَراد سَيِّدَ النَّاس في الدِّين يَوْمَئذ. وقيل : ضرَبَ يَعْسُوبُ الدِّين بذَنَبِه ، أَي فَارَقَ الفِتْنَةَ وأَهلَهَا [وضَرَبَ في الأَرْض ذاهباً] (٢) في أَهْل دينه. وذَنَبُه : أَتباعُه. وضَرَب ، أَي ذَهَب في الأَرْض مُسَافِراً أَو مُجَاهِداً. وقال الزَّمَخْشَرِيُّ : الضرْبُ بالذَّنَبِ هنا مَثَلٌ للإِقَامَة والثَّبَاتِ ، يَعْنِي أَنَّه يَثْبُتُ هو ومَن يَتْبَعُهُ (٣) عَلَى الدِّين : وقال أَبو سعيد : وضَرْبُه بِذَنَبه : أَن يَغْرِزَه في الأَرض إِذَا بَاضَ كما تَسْرَأُ الجَرَاد ، فمعنَاه أَنَّ القائمَ يَوْمَئذٍ يَثْبُتُ حتى يَثُوبَ الناسُ إِلَيْهِ وحتى يَظْهَرَ الدينُ ويَفْشُوَ.
واليَعْسُوبُ : ضَرْبٌ ، أَي نَوْع من الحِجْلانِ بالكَسْر جَمْع حَجَل ، للطائر المعروف.
وطَائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ الجَرَادَة ، عن أَبِي عُبَيْد. ونَقَله ياقُوتٌ عن الأَصْمَعِيّ أَو أَعْظَمُ مِنْهَا ، طَوِيلُ الذَّنَبِ لا يَضُمّ جناحَيْهِ (٤) إِذَا وَقَعَ ، تُشبَّهُ به الخَيْلُ في الضُّمْرِ. قال بِشْر :
أَبو صِبْيَةٍ شُعْثٍ يُطِيفُ (٥) بشَخْصه |
كَوَالِحُ أَمْثَالُ اليَعَاسِيبِ ضُمَّرُ |
وفي حَدِيث مِعْضَدٍ «لَولَا ظَمَأُ الهَوَاجِر ما بالَيْتُ أَنْ أَكُونَ يَعْسُوباً».
قال ابنُ الأَثِيرِ : هو هنا فَرَشَةٌ مُخْضَرَّةٌ تَطِيرُ في الَّربِيع ، وقيل : إِنَّه طائِرٌ أَعظَمُ مِن الجَرَادِ ، قال : ولو قِيلَ : إِنَّه النَّحْلَةُ لجَازَ.
واليَعْسُوبُ : غُرَّةٌ في وَجْهِ الفَرَس مُسْتَطِيلَة تَنْقَطِع قبلَ أَن تُساوِيَ أَعلى المُنْخُرَيْنِ ، وإِن ارتَفَعَ أَيضاً على قَصبَةِ الأَنفِ وعَرُضَ واعتدلَ حَتَّى يبلُغَ أَسفَلَ الخُلَيْقَاءِ (٦) فهو يَعْسُوبٌ أَيضاً ، قَلَّ أَو كَثُر ، مَا لَمْ يَبْلُغِ العيْنَيْنِ. واليَعْسُوبُ : دَائِرَةٌ في مَرْكَضِها حيث يَرْكُضُها الفَارِس برِجْلِه من جَنْبِها ، قاله اللَّيْث. قال الأَزْهَرِيّ : هذا غَلَطٌ. اليَعْسُوبُ عند أَبِي عُبَيْد (٧) وغَيْرِه : خَطٌّ مِنْ بَياضِ الغُرَّة يَنْحدِرُ حتى يَمَسَّ خَطْمَ الدَّابَةِ ثم يَنْقَطع.
ويَعْسُوبٌ : فَرَسٌ للنَّبِيِّ صلىاللهعليهوسلم ، وأُخْرَى للزُّبَيْرِ بْنِ العَوَّام رضياللهعنه ، وأُخْرَى لآخَرَ وهو أَبو طَارِق الأَحْمَسِيّ كما نَصَّ عَلَيْه الصَّاغَانِيّ.
ويَعْسُوبٌ : جَبَل. قال : حَتَّى إِذا كنا فويق يَعْسُوبْ واسْتَعْسَبَ مِنْه : كَرِهَه. وأَعْسَبَه جَمَلَه : أَعَارَه إِيَّاه ، عن اللِّحْيَانِيّ. واسْتَعْسَبَه إِيَّاه ، استعَارَه مِنْه.
وأَعْسَبَ الذِّئْبُ : عَدَا وَفَرَّ ، نقله الصاغَانِيُّ.
واستَعْسَبَت الْفرَسُ إِذا استَوْدَقَت. والعرب تَقُولُ : استعْسَب فلانٌ استِعْسَابَ الكَلْبِ ، وذَلِك إِذَا مَا هاجَ واغْتَلَم ، وكلْب مُسْتَعْسِبٌ بالكَسْر.
ورأْسٌ عَسِبٌ ، كَكَتِفِ ، وضَبَطَه الصَّاغَانِيُّ كأَمِيرٍ : بَعِيدُ العَهْدِ بالتَّرْجِيلِ ، أَي استِعْمَال المُشْطِ والدُّهْنِ.
وعِسَابٌ ككِتابٍ : ع قُرْبَ مَكَّةَ حَرَسَها الله تَعَالى (٨).
والكَلْبُ يَعْسِبُ أَي يَطْرُد الكِلَاب للسِّفَادِ.
وأَبُو عَسِيبٍ كأَمِير اسمه أَحمرُ ، صَحَابِيٌّ (٩).
__________________
(١) في المقاييس ٤ / ٣١٨ : إن المزار قريبُ.
(٢) زيادة عن النهاية.
(٣) اللسان : تبعه.
(٤) في الصحاح : حباحه.
(٥) في الصحاح : تُطيف.
(٦) الخليفاء من الفرس كالعرنين من الإنسان.
(٧) اللسان : أبي عبيدة.
(٨) ذكره الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب في قوله :
هيهات منك قعيقعان وبلدح |
فجنوب أثبرة فبطن عساب |
(٩) مولى النبي صلىاللهعليهوسلم مختلف في اسمه. روى عنه أبو عمران الجوني وحازم بن القاسم.