وعن ابن الأَعْرَابِيّ : المَضَارِبُ : الحِيَلُ في الحُرُوب.
ومن المجاز : ضُرِبَت عَلَيْه الذِّلَّة. وضَرَب خَاتَماً ، وأَضْرَبَه (١) لِنَفْسِه ، وأَضْرَبَ عن الأَمْر : عَزَفَ عَنْه (٢). وطَرِيقُ مَكَّةَ ما ضَرَبَهَا العَامَ قَطْرَةٌ. وأَضْرَبَ جَأْشاً لأَمْرِ كذا : وَطَّنَ نَفْسَه عَلَيْه. وضَرَبَ الفَخَّ عَلَى الطَّائِرِ ، وهو الضَّارُوبُ ، كَمَا فِي الأَسَاسِ.
والضَّرِيبَةُ : اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَب.
وقال أَبو زَيْد : يُقَالُ : ضَرَبْتُ له الأَرْضَ كُلَّهَا أَي طَلَبْتُه في كُلِّ الأَرْض. وقال غيره : يقال : فُلَانٌ أَعْزَبُ عَقْلاً مِنْ ضَارِبٍ ، يَعْنُونَ مَاضِياً إِلى غَائِط.
وضَارِبُ السَّلَم : مَوْضِعٌ باليَمَامَةِ (٣).
[ضغب] : الضَّاغِبُ : الرَّجُلُ الَّذِي يَخْتَبِئُ في الخَمَر فيُفَزِّعُ الإِنْسَانَ بِصَوْتٍ كَصَوْتِ الضَّبُعِ أَو الأَسَد أَو الوَحْشِ. حكاهُ أَبُو عَمْرو وأَبُو حَنِيفَة ، وأَنْشَد :
يا أَيُّهَا الضَّاغِبُ بالغُمْلُولْ |
إِنَّكَ غُولٌ وَلَدَتْكَ غُولْ |
هكذا أَنْشَدَه بالإِسْكَانِ ، والصَّحِيحُ بالإِطْلَاق وإِنْ كَانَ فِيهِ حِينَئذٍ الإِقْوَاء ، وقد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ. والضَّغِيبُ : صَوْتُ الأَرْنَبِ والذِّئْبِ ، كالضُّغَابِ بالضَّمِّ. ضَغَب يَضْغَبُ ضَغِيباً.
وقيل : هو تَضَوُّرُ الأَرْنَبِ عنْدَ أَخْذِها ، واسْتعاره بعضُ الشُّعَرَاء للَّبَنِ فقال ، أَنْشَدَهُ ثَعْلَب :
كَأَنَّ ضَغِيبَ المَحْضِ في حَاوِيَائِه |
مع التَّمْرِ أَحْيَاناً ضَغِيبُ الأَرَانِب |
والضَّغِيبُ : صَوْتُ تَقَلْقُلِ الجُرْدَان في قُنْبِ بالضَّمِّ الفَرِس وليس له فِعْلٌ. والقُنْبُ : جِرَاب قَضِيبِ كُلِّ ذِي حَافِرٍ ، كما يَأْتِي له.
وقال أَبو حَنِيفَة : أَرْضٌ مَضْغَبَةٌ (٤) : كَثِيرَةٌ الضَّغَابِيسِ.
وهي صِغَارُ القِثّاء. وَرَجُلٌ ضَغْبٌ بالفَتْح (٥) ، وهي بِهَاء : مُشْتَهٍ للضَّغَابِيسِ أَو مُولَعٌ بِحُبِّهَا. أُسقِطَت السِّينُ مِنْهُ لأَنَّهَا آخرُ خُرُوفِ الاسْمِ ، كما قِيلَ في تَصْغِيرِ فَرَزْدَق فُرَيْزِدٌ ، وجمعه فَرَازِدُ فَعَلَى هَذا كَانَ الأَوْلَى ذكرُه هنا للتَّنْبِيهِ عَلَيْه أَو أَصَالَة كما هو رَأْيُ الجَوْهَرِيّ وغَيْرِه في زِيَادَةِ السِّينِ كما قَالَهُ شيخنا.
وفي لسان العرب : ومِنْ كَلَامِ امرَأَة من العَرَبِ : وإِنْ ذَكَرْتِ الضَّغَابِيسَ فإِنِّي ضَغِبَةٌ» ولَيْسَت الضَّغِبَةُ من لفظ الضُّغْبُوسِ (٦) ، لأَنَّ الضَّغِبَةَ ثُلَاثِيٌّ ، وضُغْبُوسٌ رُبَاعِيّ فَهُوَ إِذاً مِنْ بَابِ لآلٍ (٧) ، انتَهَى ، وسَيَأْتِي طَرَفٌ مِنْ ذَلِكَ في ضَغْبَسَ.
وضَغَبَ كَمَنَع يَضْغَبُ ضَغِيباً : صَوَّتَ كالأَرَانِبِ والذِّئَابٍ. وفَزَّعَ.
وضَغَبَ المرأَة : نَكَحَهَا. وهذه نَقَلَهَا الصَّاغَانِيّ.
[ضنب] : ضَنَبَ بِهِ الأَرْضَ يَضْنِبُ بالكَسْرِ ضَنْباً : ضَرَبَ بِهِ. وضَنَبَ بالشَّيْءِ ضَنْباً : قَبَضَ عليهِ (٨) ، كِلَاهُمَا عَنْ كُرَاع.
[ضوب] : الضَّوْبَانُ بالفَتْحِ ويُضم* لُغَتَان في الضُّؤْبَان بالهَمْزِ وهو الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِيُّ الضَّخْم وقد تقدم ، واحده كجَمْعِه سَوَاءٌ. وذكره الأَزْهَرِيّ في «ضَبَن» وقال : من قال ضَوْبان جعله من ضَابَ. يَضُوب. وقَوْلُ شَيْخِنا : إِنَّه سَبَق في مَادَة الهَمْزِ وأَنَّه تَصَحَّفَ عند الأَكْثَر ، ولذلك لم يَذْكُرْه الجَوْهَرِيّ هُنَاك ، لَيْسَ بِسَدِيد ، فقد ذَكَرَه أَبُو زَيْد وغَيْرُه من أَئِمَّةِ اللُّغَة في الهَمْزَة وأَنْشَدُوا :
لَمَّا رأَيْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفَانِي (٩)
__________________
(١) الأساس : واضطربه.
(٢) عن الأساس : عرف عنه.
(٣) تقدمت الإشارة إليه ، وهو مثبت في القاموس.
(٤) اللسان : مُضغَبَة.
(٥) ضبط المحكم بكسر الغين المعجمه.
(٦) امرأة ضغبة : المولعة بحب الضغابيس. وبهامش اللسان هنا : «ليس هذا مشتقاً من الضغابيس ، لأن السين فيه غير مزيدة وإنما هو منه كسبط من سبطر ودمث من دمثر ولا فصل بين حرف لا يزاد أصلاً وبين حرف وقع في موضع غير الزيادة وإن عدّ في جملة الزوائد ، (قال) : كذا بهامش النهاية».
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : قوله لآل بتشديد الهمزة بوزن عطار كما ضبطه بخطه شكلاً.
(٨) عبارة اللسان : وضَبَنَ به ضَبْناً : قبض عليه.
(*) عن القاموس : وبالضمّ.
(٩) بعده :
قرّيت للرحل وللظعان |
كل نيافي القرى ضوبان |