حدَّثنا ابن أبي عاصم ، قال : حدَّثنا ابن نمير ، قال : حدّثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن علقمة ، عن عبد الله ، قال :
أتى النبي صلىاللهعليهوسلم رجل من أهل الكتاب ، فقال : يا أبا القاسم ، بلغك أن الله يحمل الخلائق على إصبع ، والأَرضِينَ على إصبع ، والشجر على إصبع ، والثرى على إصبع [ثم يقول : أنا الملك]؟ فضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم حتى بدت نَوَاجِذُه ، فأنزل الله تعالى : (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) ... الآية ، ومعنى هذا : أن الله تعالى يقدر على قبض الأرض وجميع ما فيها من الخلائق والشجر قدرة أحدنا [على] ما يحمله بإصبعه ، فخوطبنا بما نتخاطب فيما بيننا لنفهم. ألا ترى أن الله تعالى قال : (وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ) أي [إنه] يقبضها بقدرته.
__________________
وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٢١ ، ٢٢ / ٢٧٨٦) ص ٢١٤٨ بلفظ « .... ثم قرأ (وَما قَدَرُوا اللهَ حَقَّ قَدْرِهِ) وهنا اللفظ «فأنزل».
وأخرجه النسائي في التفسير ولم يذكر الآية.
وأخرجه أحمد في مسنده (١ / ٣٧٨) وابن جرير (٢٤ / ١٨) بلفظ : «فأنزل الله» ولكن في هذين الحديثين عنعنة الأعمش.
والخلاصة : أن الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم وفيه تصريح الأعمش بالسماع بلفظ ثم قرأ.
والذي أخرجه أحمد وابن جرير ولم يصرح الأعمش فيه بالسماع بلفظ : فأنزل الله.
وقد أخرج الترمذي في التفسير (٣٢٤٠) وابن جرير (٢٤ / ١٨) من حديث ابن عباس بلفظ فأنزل ، ولكنه في إسناده عطاء بن السائب وقد اختلط.
وقد تبين لي أن هذه الآية مكية والذي جاء إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم في بعض الأحاديث حبر من أهل الكتاب وفي بعض الأحاديث جاء يهودي وسواء هذا أو ذاك كان ذلك في المدينة.
وعلى ذلك يمكن القول أن سبب النزول ليس بصحيح وأن الصحيح هو أن الآية نزلت قبل هذا الحوار الذي جرى بين النبي صلىاللهعليهوسلم واليهودي فلما أن قال اليهودي ما قال ضحك رسول الله صلىاللهعليهوسلم ثم قرأ الآية والله أعلم.
وعزاه السيوطي في الدر (٥ / ٣٣٤) لسعيد بن منصور وأحمد وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر والدارقطني في الأسماء والصفات والبخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، كلهم بلفظ ثم قرأ.