النبي صلىاللهعليهوسلم يُخَفِّضُهم حتى سكتوا ، ثم ركب النبي صلىاللهعليهوسلم ، دابته ، وسار حتى دخل على سعد بن عبادة ، فقال له : يا سعد ألم تسمع ما قال أبو حباب ـ يريد عبد الله بن أبي ـ قال كذا وكذا؟! فقال سعد بن عبادة : يا رسول الله اعف عنه واصفح ، فو الذي أنزل عليك الكتاب لقد جاء الله بالحق الذي نزل عليك وقد اصطلح أهل هذه البُحَيْرة على أن يتوجوه ويُعَصِّبُوه بالعصابة ، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شَرِقَ بذلك ، فذلك فَعَلَ به ما رأيت. فعفا عنه رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فأنزل الله تعالى : (وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً) الآية.
[١٢٨]
قوله تعالى : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) ... الآية. [١٨٨].
٢٨٠ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن أحمد بن جعفر ، أخبرنا أبو الهيثم المَرْوزِي ، أخبرنا محمد بن يوسف ، أخبرنا محمد بن إسماعيل البخاري ، حدَّثنا سعيد بن أبي مريم ، حدَّثنا محمد بن جعفر قال : أخبرنا زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخُدْرِي :
أن رجالاً من المنافقين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم كانوا إذا خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، إلى الغزو تخلفوا عنه ، فإذا قدم اعتذروا إِليه وحلفوا وأحبوا أن يُحْمَدُوا بما لم يفعلوا ، فنزلت : (لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِما أَتَوْا) الآية. رواه مسلم عن الحسن بن علي الحلواني ، عن ابن أبي مريم.
٢٨١ ـ أخبرنا أبو عبد الرحمن الشَّاذياخي ، أخبرنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا ، أخبرنا محمد بن عبد الرحمن الدَّغُولي ، أخبرنا محمد بن جهم ،
__________________
[٢٨٠] أخرجه البخاري في كتاب التفسير (٤٥٦٧).
وأخرجه مسلم في كتاب صفات المنافقين وأحكامهم (٧ / ٢٧٧٧) ص ٢١٤٢ وأخرجه ابن جرير (٤ / ١٣٦) ، وذكره السيوطي في لباب النقول (ص ٦٨).
وزاد نسبته في الدر (٢ / ١٠٨) لابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان.
[٢٨١] ذكره ابن كثير في تفسير هذه الآية وعزاه لابن مردويه ، وعزاه السيوطي في اللباب (ص ٦٨) لعبد بن حميد في تفسيره وكذا في الدر (٢ / ١٠٨)