عليّ متعمداً فَلْيَتَبَوَّأْ مقعده من النار ، ومن كذب علَى القرآن من غير
علم فليتبوأ مقعده من النار» .
والسلف الماضون
، رحمهمالله ، كانوا في أبعد الغاية احترازاً عن القول في نزول
الآية.
أخبرنا أبو نصر
أحمد بن عُبيد الله المخلدي ، أخبرنا أبو عمرو بن نُجَيد ، أخبرنا أبو مسلم ،
حدثنا عبد الرحمن بن حماد ، حدثنا ابن عَوْن ، عن محمد بن سيرين قال :
سألت عبيدَة عن
آية من القرآن فقال : اتق الله وقل سداداً ، ذهب الذين يعلمون فيما أنزل القرآن.
وأما اليوم فكل
أحد يخترع شيئاً ويختلق إفْكاً وكذباً. مُلْقياً زمامه إلى الجهالة ، غير مفكر في
الوعيد للجاهل بسبب [نزول] الآية. وذلك الذي حدا بي إلى إملاء هذا الكتاب ، الجامع
للأسباب ، لينتهي إليه طالبوا هذا الشأن والمتكلمون في نزول [هذا] القرآن ،
فيعرفوا الصدق ، ويستغنوا عن التمويه والكذب ، ويَجِدُّوا في تحفظه بعد السماع
والطلب.
ولا بد من
القول أولاً في مبادئ الوحي ، وكيفية نزول القرآن ابتداء على رسول الله صلىاللهعليهوسلم
، وتَعَهُّد جبريل
إياه بالتنزيل ، والكشف عن تلك الأحوال ، والقول فيها على طريق الإجمال.
ثم نَفْرُغ
للقول مفصلاً في سبب نزول كل آية رُوِي لها سبب مقول ، مرويّ منقول. والله تعالى
الموفق للصواب والسَّدَاد ، والآخذ بنا عن العَاثُور إلى الجَدَد.
__________________