الولدين ؛ لأنها كانت تلد توأما (١).
١٩٤ (إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ) : الدعاء الأول : تسميتهم الأصنام آلهة ، والدعاء الثاني : في طلب النفع والضر من
__________________
ـ وأخرج الترمذي نحوه في سننه : ٥ / ٢٦٧ ، كتاب التفسير ، باب «ومن سورة الأعراف» وقال : «هذا حديث حسن غريب».
والطبري في تفسيره : ١٣ / ٣٠٩ ، والحاكم في المستدرك : ٢ / ٥٤٥ ، كتاب التاريخ ، ذكر آدم عليهالسلام.
وقال : «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» ووافقه الذهبي.
وفي إسناد هذا الحديث عمر بن إبراهيم.
قال الترمذي : «لا نعرفه مرفوعا إلّا من حديث عمر بن إبراهيم عن قتادة. ورواه بعضهم عن عبد الصمد ولم يرفعه. عمر بن إبراهيم شيخ بصري».
وأورد الحافظ ابن كثير هذا الحديث في تفسيره : ٣ / ٥٢٩ ، وقال : هذا الحديث معلول من ثلاثة أوجه :
أحدها : «أن عمر بن إبراهيم هذا هو البصري ، وقد وثقه ابن معين ، ولكن قال أبو حاتم الرازي : لا يحتج به. ولكن رواه ابن مردويه من حديث المعتمر ، عن أبيه عن الحسن عن سمرة مرفوعا ، فالله أعلم.
الثاني : أنه قد روى من قول سمرة نفسه ، ليس مرفوعا.
الثالث : أن الحسن نفسه فسر الآية بغير هذا ، فلو كان هذا عنده عن سمرة مرفوعا لما عدل عنه».
وذكر ابن العربي في أحكام القرآن : (٢ / ٨١٩ ، ٨٢٠) الحديث الذي أخرجه الترمذي ثم قال : «وذلك مذكور ونحوه في ضعيف الحديث في الترمذي وغيره. وفي الإسرائيليات كثير ليس لها ثبات ، ولا يعوّل عليها من له قلب ، فإن آدم وحواء وإن كان غرهما بالله الغرور ـ فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين ، وما كان بعد ذلك ليقبلا له نصحا ولا يسمعا منه قولا».
أما التأويل المقبول لهذه فكما ورد في تحفة الأحوذي : (٨ / ٤٦٥) عن الحسن رحمهالله قال : عني بها ذرية آدم ومن أشرك منهم.
فتفسير الآية محمول على جنس الإنسان ، ولم يشرك آدم ولا حواء وآدم معصوم لأنه نبي.
قال القفال : المراد جنس الذرية الذين ينسبون الأولاد إلى الكواكب وإلى الأصنام ، وقد ذكر آدم وحواء توطئة لما بعدهما من شرك بعض الناس وهم أولادهما.
(١) زاد المسير : (٣ / ٣٠٣ ، ٣٠٤).