٩٩ (نَباتَ كُلِّ شَيْءٍ) : رزقه ، وقيل : نبات كل صنف من النبات (١) ، كقوله (٢) : (لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ).
وليس إنزال الماء سببا مولدا ولكنه مؤدّ.
(حَبًّا مُتَراكِباً) : السنبل الذي تراكب حبه.
(وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِها) : ذكر الطلع (٣) مع النخل لأنه طعام وإدام بخلاف سائر الأكمام (٤).
__________________
وجمهور المفسرين على أن المراد بـ «المستقر» الرحم ، وب «المستودع» الصلب.
وأخرج الطبري هذا القول في تفسيره : (١١ / ٥٦٥ ـ ٥٧١) عن ابن عباس ، وعكرمة ، ومجاهد ، وعطاء ، وإبراهيم النخعي ، والسدي ، وقتادة ، والضحاك ، وابن زيد.
وأورده السيوطي في الدر المنثور : (٣ / ٣٣١ ، ٣٣٢) وزاد نسبته إلى سعيد بن منصور ، وابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والحاكم عن ابن عباس رضياللهعنهما.
قال الطبري ـ رحمهالله ـ في تفسيره : ١١ / ٥٧١ : «وأولى التأويلات في ذلك بالصواب أن يقال : وإنّ الله جل ثناؤه عمّ بقوله : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) ، كلّ خلقه الذي أنشأ من نفس واحدة ، مستقرا ومستودعا ، ولم يخصص من ذلك معنى دون معنى. ولا شك أنّ من بني آدم مستقرا في الرحم ، ومستودعا في الصلب ، ومنهم من هو مستقر على ظهر الأرض أو بطنها ، ومستودع في أصلاب الرجال ، ومنهم مستقر في القبر ، مستودع على ظهر الأرض.
فكلّ «مستقر» أو «مستودع» بمعنى من هذه المعاني ، فداخل في عموم قوله : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) ومراد به ، إلّا أن يأتي خبر يجب التسليم له بأنه معني به معنى دون معنى ، وخاص دون عام».
(١) عن معاني القرآن للفراء : ١ / ٣٤٧ ، ونص كلام الفراء : «يريد ما ينبت ويصلح غذاء لكل شيء ، وكذا جاء التفسير ، وهو وجه الكلام.
وقد يجوز في العربية أن تضيف النبات إلى كل شيء وأنت تريد بكل شيء النبات أيضا ، فيكون مثل قوله : (إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ) ، واليقين هو الحق» ا ه.
(٢) سورة الواقعة : آية : ٩٥.
(٣) نقل الفخر الرازي في تفسيره : ١٣ / ١١٤ عن أبي عبيدة قال : «والطلع أول ما يرى من عذق النخلة ، الواحدة طلعة».
وانظر كتاب النخل لأبي حاتم : ٦٨ ، واللسان : ٨ / ٢٣٨ (طلع).
(٤) تفسير الفخر الرازي : ١٣ / ١١٥.