[كان] (١) ينهاهم عن إيذاء الرسول ثم يبعد عن الإيمان به.
٢٨ (بَلْ بَدا لَهُمْ) : للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة تخفى من أمر الحشر والنشر (٢).
٢٩ (وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا) : إنما استبعدوا النّشأة الثانية لجريان العادة بخلافها على مرور الأزمان ، والدليل على صحة الثانية صحة الأولى ، لأنها إن صحّت بقادر دبرها بحكمته فيه تصح الثانية وهو الحق ، وإن صحّت على زعمهم بطبيعة فيها تصح الثانية حتى إنها لو صحّت بالاتفاق لصحّت بها الثانية أيضا.
٣٠ (وُقِفُوا عَلى رَبِّهِمْ) : على مسألته (٣).
٣٣ (فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ) (٤) : على نحو : ما كذّبك فلان وإنما كذبني.
__________________
وسعيد بن منصور ، وعبد بن حميد ، وابن المنذر ، والطبراني ، وابن أبي حاتم ، وأبي الشيخ ، والبيهقي في الدلائل ـ كلهم ـ عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما.
قال ابن الجوزي في زاد المسير : ٣ / ٢١ : «فعلى هذا القول يكون قوله : (وَهُمْ) كناية عن واحد ؛ وعلى الثاني عن جماعة».(١) عن نسخة «ج».
(٢) عن معاني القرآن للزجاج : ٢ / ٢٤٠ ، ونص كلام الزجاج : «أي بل ظهر للذين اتبعوا الغواة ما كان الغواة يخفون عنهم من أمر البعث والنشور ؛ لأن المتصل بهذا قوله عزوجل : (وَقالُوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيا وَما نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ).
وانظر تفسير الطبري : ١١ / ٣٢٢ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٢ / ٢٠٤ ، وتفسير القرطبي : ٦ / ٤١٠.
(٣) ينظر تفسير البغوي : ٢ / ٩٢ ، والكشاف : ٢ / ١٣ ، وتفسير الفخر الرازي : ١٢ / ٢٠٦.
(٤) قراءة التشديد لعاصم ، وأبي عمرو ، وابن عامر ، وابن كثير ، وحمزة.
وقرأ نافع والكسائي : (لا يُكَذِّبُونَكَ) بالتخفيف.
ينظر السّبعة لابن مجاهد : ٢٥٧ ، والتبصرة لمكي : ١٩٢.
قال أبو حيان في البحر المحيط : ٤ / ١١١ : «قيل هما بمعنى واحد نحو كثر وأكثر».
وقيل بينهما فرق ، حكى الكسائي أن العرب تقول : «كذّبت الرجل» إذا نسبت إليه الكذب ، وأكذبته إذا نسبت الكذب إلى ما جاء به دون أن تنسبه إليه ، وتقول العرب أيضا : «أكذبت الرجل إذا وجدته كذابا كما تقول : أحمدت الرجل إذا وجدته محمودا. ـ فعلى القول بالفرق يكون معنى التخفيف : لا يجدونك كاذبا ، أو لا ينسبون الكذب إليك.
وعلى معنى التشديد يكون إما خبرا محضا عن عدم تكذيبهم إياه ... وإما أن يكون نفي التكذيب لانتفاء ما يترتب عليه من المضار».