١٩٦ (لا يَغُرَّنَّكَ) : أي : أيّها السّامع (١).
١٩٨ (نُزُلاً) : على معنى المصدر (٢) ، أو على التفسير (٣) كقولك : «هو لك هبة».
١٩٩ (سَرِيعُ الْحِسابِ) : أي : المجازاة على الأعمال وأنّ وقتها قريب ، أو محاسبة جميع الخلق في وقت واحد.
٢٠٠ (اصْبِرُوا) : على طاعة الله ، (وَصابِرُوا) أعداء الله.
(وَرابِطُوا) : في سبيل الله ، وهو ربط الخيل في الثّغر (٤).
__________________
«هاهنا سؤال : وهو أن الخلف في وعد الله محال ، فكيف طلبوا بالدعاء ما علموا أنه لا محالة واقع؟ والجواب عنه من وجوه : الأول : أنه ليس المقصود من الدعاء طلب الفعل ، بل المقصود منه إظهار الخضوع والذلة والعبودية ، وقد أمرنا بالدعاء في أشياء نعلم قطعا أنها توجد لا محالة ، كقوله : (قالَ رَبِّ احْكُمْ بِالْحَقِ) ، وقوله : (فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ) ا ه.
(١) تفسير الماوردي : ١ / ٣٥٧ ، وتفسير الفخر الرازي : ٩ / ١٥٧.
(٢) الكشاف : ١ / ٤٩١ ، والتبيان للعكبري : ١ / ٣٢٣ ، والبحر المحيط : ٣ / ١٤٨ ، والدر المصون : ٣ / ٥٤٧.
(٣) هو قول الفراء في معاني القرآن : ١ / ٢٥١. وقال الطبري في تفسيره : (٧ / ٤٩٤ ، ٤٩٥) : «ونصب (نُزُلاً) على التفسير من قوله : (لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) ، كما يقال : «لك عند الله جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا» ، وكما يقال : «هو لك صدقة» ، و «هو لك هبة».
وانظر البحر المحيط : ٣ / ١٤٨ ، والدر المصون : ٣ / ٥٤٧.
(٤) ينظر تفسير غريب القرآن لابن قتيبة : ١١٧ ، وزاد المسير : ١ / ٥٣٤ ، وتفسير الفخر الرازي : ٩ / ١٥٦.