فكانت الفاطمية في مصر لها حكم ونفوذ واستمرت دولتهم أكثر من مائتي عام.
كما كان هناك
الدروز والإسماعيلية في بلاد الشام وفارس .
ولا شك أن
الوضع السياسي المضطرب في ذلك العصر قد أثر سلبا على حياة الناس من حيث الاستقرار
والأمان ، والمحافظة على قواعد الشريعة والأخلاق.
وتأثر المجتمع
العباسي خصوصا ، والمجتمعات الإسلامية على وجه العموم بالخلافات السياسية ، وبضعف
السلطة الحاكمة ، حيث إن الحكام مشغولون بالصراع على الحكم ، وبتسيير الجيوش لقتال
بعضهم بعضا ، منصرفين عن الاهتمام برعاية مصالح العباد وتدبير شؤونهم الدينية
والدنيوية.
ونتيجة لذلك
انتشر الفقر ، وظهر الفساد الخلقي في معظم طبقات المجتمع بما في ذلك الطبقة
الحاكمة التي كانت تدير البلاد ، فأدمن بعضهم الخمر ، واقترف الظلم وظهر الغش في
المعاملات والبيوع وانتشر الربا ، وضعفت القيم الروحية والأخلاق الفاضلة في نفوس
الناس ، وتهاون كثير منهم في أداء العبادات ، وعظم الجهل في معرفة أحكامها وشروطها.
وانعدم الأمن ،
وكثرت الجرائم والسرقات .
كما أدى ظهور
الاتجاهات الفكرية والفرق الكلامية المختلفة إلى وقوع كثير من الفتن والمحن ، وذلك
بسبب اشتداد الخلاف بين تلك الاتجاهات المتباينة .
أما النشاط
العلمي والثقافي فقد تأثر بالوضع المتدهور الذي كان سائدا
__________________