وطلبوا الدّية ، فسألوا موسى ، فأمرهم بذبح بقرة ، فظنوه هزؤا لما لم يكن في ظاهره جوابهم ، فاستعاذ من الهزء ، وعدّه (١) من الجهل.
٧٤ (أَوْ أَشَدُّ) : أي عندكم ، كقوله (٢) : (قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى) ، وقوله (٣) : (أَوْ يَزِيدُونَ) ، أي : لقلتم إنهم مائة ألف أو يزيدون (٤) ، وقيل (٥) : معناه الإباحة والتخيير ، أي (٦) : تشبه الحجارة إن شبّهت بها ، وإن شبّهت بما هو أشد منها تشبهه.
(يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ) : قيل : إنه متعد ، أي : يهبط غيره إذا رآه فيخشع لله فحذف المفعول.
ومعناه لازما : إن الذي فيها من الهبوط والهويّ ـ لا سيما عند الزلازل والرّجفان ـ انقياد لأمر الله الذي لو كان مثله من حي قادر لكان من خشية الله.
__________________
أنهم جميعا مجمعون على أن موسى إنما أمرهم بذبح البقرة من أجل القتيل إذ احتكموا إليه ...».
وأورد ابن كثير رحمهالله في تفسيره : ١ / ١٥٧ هذه الروايات ، وقال : «وهذه السياقات عن عبيدة وأبي العالية والسدي وغيرهم ، فيها اختلاف ما ، والظاهر أنها مأخوذة من كتب بني إسرائيل ، وهي مما يجوز نقلها ، ولكن لا نصدق ولا نكذب ، فلهذا لا نعتمد عليها إلا ما وافق الحق عندنا ، والله أعلم».
(١) في الأصل : ووعده.
(٢) سورة النجم : آية : ٩.
(٣) سورة الصافات : آية : ١٤٧.
(٤) «أو» هنا بمعنى «بل».
ينظر معاني القرآن للفراء : ٣ / ٣٩٣ ، وتفسير الطبري : ٢ / ٢٣٧ ، وحروف المعاني للزجاجي : ٥٢ ، ورصف المباني : ٢١١ ، والجنى الداني : ٢٤٦.
(٥) نصّ هذا القول في تفسير الماوردي : ١ / ١٢٧ دون عزو.
وانظر معاني القرآن للزجاج : ١ / ١٥٦ ، ومغني اللبيب : ١ / ٦٢.
(٦) العبارة في «ج» : أي تشبه الحجارة وإن شبّهت بما هو أشد منها تشبهه.