عامهين (١) عن الله ـ عز ذكره ـ حائرين (٢) عن الرشاد ، مهطعين (٣) إلى البعاد ، قد (٤) استحوذ (٥) عليهم الشيطان ، وغمرتهم (٦) سوداء الجاهلية ، ورضعوا (٧) جهالة ، وانتظموها (٨) ضلالة (٩).
__________________
افعل ، أو أمرني ربي ، وعلى بعضها : لا تفعل ، أو نهاني ربي ، وبعضها غفل لا يكتب عليه شيء ، كان الرجل إذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما ، فإن خرج الأمر مضى لشأنه ، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله ، وإن خرج الذي ليس عليه شيء أعادوها ، فمعنى الاستقسام بالأزلام طلب معرفة ما قسم له مما لم يقسم له بالأزلام. وقيل غير ذلك. راجع : الكشاف ، ج ١ ، ص ٥٩٣ ؛ مجمع البيان ، ج ٣ ، ص ٢٧٢ ؛ تفسير البيضاوي ، ج ٢ ، ص ٢٩٣ ذيل الآية ٣ من سورة المائدة (٥) ؛ النهاية ، ج ٢ ، ص ٣١١ (زلم).
(١) قال ابن الأثير : «العمه في البصيرة كالعمى في البصر». وقال الفيروزآبادي : «العمه ، محركة : التردد في الضلال ، والتحير في منازعة أو طريق ، أو أن لا يعرف الحجة». النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٠٤ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٦٤١ (عمه).
وفي شرح المازندراني : «عامهين عن الله عز ذكره ، أي غافلين عنه تعالى جاهلين عما أراد منهم».
(٢) في «د ، ل ، م ، بح ، بف ، جد» وشرح المازندراني : «جائرين». و «حائرين» أي راجعين ؛ من الحور بمعنى الرجوع. وقال ابن الأثير : «أصل الحور : الرجوع إلى النقص». راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٦٣٨ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٨ (حور).
(٣) «مهطعين» أي مسرعين ، يقال : أهطع في عدوه ، أي أسرع. وأهطع : إذا مدعنقه وصوب رأسه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣٠٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٦ (هطع).
(٤) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : «وقد».
(٥) الاستحواذ : الغلبة والاستيلاء ، أي غلبهم واستولى عليهم وحواهم إليه. راجع : الصحاح ، ج ٢ ، ص ٥٦٣ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٤٥٧ (حوذ).
(٦) «غمرتهم» أي سترتهم وغطتهم. راجع : المصباح المنير ، ص ٤٥٣ (غمر).
(٧) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي المطبوع وشرح المازندراني والمرآة : «ورضعوها».
(٨) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت وشرح المازندراني. وفي المطبوع والمرآة : «وانفطموها». وفي الوافي : «وانفطموا».
(٩) في شرح المازندراني : «في كنز اللغة : الانتظام : به هم باز دوختن. وهو يفيد أنه يجيء للتعدية ، والافتعال قديجي لها وإن كان غالبا للمطاوعة ، كالاحترام والاتهام ونحوها ، ولعل المعنى : انتظموا الجهالة بالضلالة ووصلوها بها ... وفي بعض النسخ : وانفطموا ، أي انفطموا عن رضاع الجهالة من أجل غذاء الضلالة».
وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : ورضعوها جهالة ، وانفطموها ضلالة ، أي كانوا في صغرهم وكبرهم في الجهالة