من العلماء ، وكان له ابن لم يكن (١) يرغب في علم أبيه ، ولا يسأله عن شيء ، وكان له جار يأتيه ويسأله ويأخذ عنه ، فحضر الرجل الموت ، فدعا ابنه (٢) ، فقال (٣) : يا بني ، إنك قد كنت تزهد (٤) فيما عندي ، وتقل (٥) رغبتك فيه ، ولم تكن (٦) تسألني عن شيء ، ولي جار قد كان يأتيني ويسألني ويأخذ مني (٧) ويحفظ عني ، فإن احتجت إلى شيء فأته ، وعرفه جاره ، فهلك الرجل ، وبقي ابنه.
فرأى ملك ذلك الزمان رؤيا ، فسأل عن الرجل ، فقيل له : قد هلك ، فقال الملك : هل ترك ولدا؟ فقيل (٨) له (٩) : نعم ، ترك ابنا ، فقال : ائتوني به ، فبعث إليه ليأتي الملك ، فقال الغلام : والله ، ما أدري لما يدعوني الملك وما عندي علم ، ولئن سألني عن شيء لأفتضحن (١٠) ، فذكر ما كان أوصاه أبوه به (١١) ، فأتى الرجل الذي كان يأخذ العلم من أبيه ، فقال له : إن الملك قد بعث إلي يسألني ، ولست أدري فيم (١٢) بعث إلي (١٣) ، وقد كان أبي أمرني أن آتيك إن (١٤) احتجت إلى شيء.
فقال الرجل : ولكني (١٥) أدري فيما بعث إليك ، فإن أخبرتك ، فما أخرج الله لك من شيء فهو بيني وبينك ، فقال : نعم ، فاستحلفه واستوثق منه أن يفي له (١٦) ، فأوثق له الغلام.
__________________
(١) في «م» : ـ «يكن».
(٢) في «بن» : ـ «فدعا ابنه».
(٣) في الوافي : + «له».
(٤) يقال : زهد في الشيء وعنه زهدا وزهادة ، أي تركه وأعرض عنه ، المصباح المنير ، ص ٢٥٧ (زهد).
(٥) في «جت» : «ويقل».
(٦) في «م» : ـ «تكن».
(٧) في «م» : «عني».
(٨) في «ع ، بف» : «قيل».
(٩) في «م» : ـ «له».
(١٠) يقال : فضحه ، كمنعه : كشف مساويه ، فافتضح. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٥٢ (فضح).
(١١) في «د ، ع ، م ، بن ، جت» : ـ «به».
(١٢) في «بن» وحاشية «جت» : «فيما».
(١٣) في «بح» : ـ «إلي».
(١٤) في «بن» : «إذا».
(١٥) في «د» : «ولكن».
(١٦) في البحار : ـ «له».