تحكيمه (١) الحكمين.
حتى انتهوا في المناقب إلى حديث خيبر : «لأعطين (٢) الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، لايرجع حتى يفتح الله على يديه». فقال أبو جعفر عليهالسلام : «ما تقول في هذا الحديث؟».
فقال : هو حق لاشك فيه ، ولكن أحدث الكفر بعد.
فقال له (٣) أبو جعفر عليهالسلام : «ثكلتك (٤) أمك ، أخبرني (٥) عن الله ـ عزوجل ـ أحب علي بن أبي طالب يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان ، أم لم يعلم؟».
قال (٦) ابن نافع : أعد علي ، فقال له (٧) أبو جعفر عليهالسلام : «أخبرني عن الله ـ جل ذكره ـ أحب علي بن أبي طالب (٨) يوم أحبه وهو يعلم أنه يقتل أهل النهروان ، أم لم يعلم؟» (٩) ، قال (١٠) : «إن (١١) قلت : لا ، كفرت».
قال : فقال : قد علم.
قال : «فأحبه الله على أن يعمل بطاعته ، أو على أن يعمل بمعصيته؟».
__________________
(١) في شرح المازندراني : «تحكيم».
(٢) في الوافي : «ولاعطين».
(٣) في «بن» : ـ «له».
(٤) قال ابن الأثير : «فيه أنه قال لبعض أصحابه : ثكلتك امك ، أي فقدتك ، والثكل : فقد الولد ... كأنه دعا عليه بالموت لسوء فعله أو قوله ، والموت يعم كل أحد ، فإذن الدعاء كلا دعاء ، أو أراد : إذا كنت هكذا فالموت خير لك ؛ لئلا تزداد سوءا ، ويجوز أن يكون من الألفاظ التي تجري على ألسنة العرب ولا يراد بها الدعاء ، كقولهم : تربت يداك ، قاتلك الله». النهاية ، ج ١ ، ص ٢١٧.
(٥) في «بف» : «خبرني».
(٦) في «بف» والوافي : «فقال».
(٧) في «م ، بف» : ـ «له».
(٨) في «م ، بف» والوافي وشرح المازندراني. «عليا» بدل «علي بن أبي طالب».
(٩) في «د ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» والبحار : ـ «قال ابن نافع أعد علي ـ إلى ـ أم لم يعلم». وقال في شرح المازندراني : «ليس هذا في بعض النسخ».
(١٠) في «د ، ع ، ن ، بح ، بن ، جت» : ـ «قال».
(١١) في «د ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» والبحار : «فإن».