قال : لا ، واللات والعزى ، فما رأيت مثلك رد عما جئت له ، إن قومك يذكرونك (١) الله والرحم أن تدخل (٢) عليهم بلادهم بغير إذنهم ، وأن تقطع أرحامهم ، وأن تجري (٣) عليهم عدوهم.
فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : ما أنا بفاعل حتى أدخلها».
قال : «وكان عروة بن مسعود حين كلم رسول الله صلىاللهعليهوآله تناول لحيته (٤) والمغيرة قائم على رأسه ، فضرب بيده (٥).
فقال : من هذا يا محمد؟
فقال : هذا (٦) ابن أخيك المغيرة.
فقال : يا غدر (٧) ، والله ما جئت إلا في غسل سلحتك (٨).
__________________
(١) في حاشية «بف» : «يناشدونك». وفي الوافي : «يذكرونك الله ، من التذكير ؛ يعني ينشدونك ويقسمونك بالله وبالرحم التجنب عن فعل ذلك بهم».
(٢) في «ل» بالتاء والياء معا.
(٣) في شرح المازندراني ، ج ١٢ ، ص ٤٣٠ : «وأن تجري عليهم عدوهم ، أي أن تجعل عدوهم جريا عليهم ؛ لأن الدخول عليهم بدون إذنهم سبب لجرأة سائر الأعداء عليهم ؛ من جرأته عليه تجريئا فاجترأ. ويحتمل أن يكون : تجري ، بالياء من الإجراء ، وأن يراد بالعدو من كان معه صلىاللهعليهوآله من أهل الإسلام».
(٤) في الوافي : «البارز في «لحيته» و «رأسه» للنبي صلىاللهعليهوآله ، وفي «بيده» لعروة ، والمستتر في «ضرب» للمغيرة». وفي المرآة : «قوله : تناول لحيته ، أي لحية الرسول ، وكانت عادتهم ذلك في ما بينهم عند مكالمتهم ، ولجهله بشأنه صلىاللهعليهوآله وعدم إيمانه لم يعرف أن ذلك لا يليق بجنابه صلىاللهعليهوآله».
(٥) في «ع» : «يده». وفي «بن» : ـ «فضرب بيده».
(٦) في الوافي : «إن هذا».
(٧) في «بف» والوافي : «يا أعور». وقال الجوهري : «الغدر : ترك الوفاء ، وقد غدر به ، فهو غادر وغدر أيضا ، وأكثر ما يستعمل هذا في النداء بالشتم ، يقال : يا غدر». وقال ابن الأثير : «غدر : معدول عن غادر للمبالغة ، يقال للذكر : غدر ، وللانثى : غدار ، كقطام ، وهما مختصان بالنداء في الغالب». الصحاح ، ج ٢ ، ص ٧٦٦ ؛ النهاية ، ج ٣ ، ص ٣٤٤ (غدر).
(٨) قال المطرزي : «السلح : التغوط». وقال الفيومي : «سلح الطائر سلحا ، من باب نفع ، وهو منه كالتغوط من الإنسان ، وهو سلحه تسمية بالمصدر». وقال العلامة المازندراني : «في ، بمعنى الباء ، والسلحة : النجو ، وهو ما يخرج من الإنسان من الغائط والريح. وهذا كناية عن دفع عاره بتوسله بالنبي صلىاللهعليهوآله». وقال العلامة المجلسي :