الذئب وما أتاه به (١) حتى بلغ مكة ، فدخلها في ساعة حارة وقد تعب ونصب ، فأتى زمزم وقد عطش ، فاغترف دلوا فخرج (٢) لبن (٣) ، فقال في نفسه : هذا والله يدلني على أن ما خبرني (٤) الذئب وما جئت له حق ، فشرب وجاء إلى جانب من جوانب المسجد ، فإذا حلقة من قريش ، فجلس إليهم ، فرآهم يشتمون النبي صلىاللهعليهوآله كما قال الذئب ، فما زالوا في ذلك من ذكر النبي صلىاللهعليهوآله والشتم له حتى جاء أبو طالب من آخر النهار ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : كفوا فقد جاء عمه.
قال : فكفوا ، فما زال يحدثهم (٥) ويكلمهم حتى كان آخر النهار ، ثم قام وقمت على أثره ، فالتفت إلي فقال (٦) : اذكر حاجتك ، فقلت : هذا النبي المبعوث (٧) فيكم؟ قال : وما تصنع به؟ قلت : أومن به وأصدقه وأعرض عليه نفسي ، ولا يأمرني بشيء إلا أطعته (٨) ، فقال : وتفعل؟ فقلت : نعم ، قال : فتعال (٩) غدا في هذا الوقت إلي حتى أدفعك (١٠) إليه.
قال : «فبت (١١) تلك الليلة في المسجد حتى إذا كان الغد جلست معهم ، فما زالوا في ذكر النبي صلىاللهعليهوآله وشتمه حتى إذا (١٢) طلع أبو طالب ، فلما رأوه قال بعضهم لبعض : أمسكوا قد (١٣) جاء عمه ، فأمسكوا ، فما زال يحدثهم حتى قام ، فتبعته فسلمت عليه ،
__________________
إناء صغير من جلد يتخذ للماء ، كالسطيحة ونحوها ، وجمعها : أداوى». الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٦٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٣٢ (أدا).
(١) في «جت» والوافي والبحار : + «فمشى».
(٢) في البحار والوافي : + «له».
(٣) في «ن ، بح ، بن ، جت ، جد» : «لبنا».
(٤) في «بف ، جت» : «أخبرني». وفي البحار : + «به».
(٥) في «بح» : «تحدثهم».
(٦) في «بن ، جت» : «وقال».
(٧) في «بح» : + «قد بعث».
(٨) في «م» : «أطعت».
(٩) في «بن ، جد» : «فقال : تعال».
(١٠) في الوافي : «أرفعك».
(١١) هكذا في «د ، ل ، ن ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «بت».
(١٢) في «ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جت» : ـ «إذا».
(١٣) هكذا في معظم النسخ التي قوبلت. وفي «جت» والمطبوع والوافي : «فقد».