قمت من عند أبي جعفر عليهالسلام ، فاعتمدت على يدي فبكيت ، فقال (١) : «ما لك؟» فقلت : كنت أرجو أن أدرك هذا الأمر وبي (٢) قوة.
فقال : «أما ترضون أن عدوكم يقتل بعضهم بعضا وأنتم آمنون في بيوتكم؟ إنه لو قد كان ذلك ، أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا ، وجعلت قلوبكم كزبر (٣) الحديد ، لو قذف بها الجبال لقلعتها (٤) ، وكنتم قوام الأرض وخزانها (٥)». (٦)
١٥٢٦٥ / ٤٥٠. عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن عبد الرحمن بن أبي هاشم ، عن سفيان الحريري (٧) ، عن أبي مريم الأنصاري ، عن هارون بن عنترة ، عن أبيه ، قال :
سمعت أمير المؤمنين عليهالسلام مرة بعد مرة وهو يقول ، وشبك أصابعه بعضها في بعض (٨) ، ثم قال : «تفرجي تضيقي ، وتضيقي (٩) تفرجي» (١٠).
__________________
(١) في «بف» : + «لي».
(٢) في «جت» : «وفي».
(٣) الزبر : جمع الزبرة ، وهي القطعة من الحديد. المصباح المنير ، ص ٢٥٠ (زبر).
(٤) في «م» : «لقطعها».
(٥) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» والمرآة : «وجيرانها».
وفي المرآة : «قوله عليهالسلام : وكنتم قوام الأرض ، أي القائمين بامور الخلق والحكام عليهم في الأرض. قوله عليهالسلام : وجيرانها ، أي تجيرون الناس من الظلم وتنصرونهم ... وفي بعض النسخ : خزانها ، أي يجعل الإمام ضبط أموال المسلمين إليكم ليقسمها بينهم».
(٦) الوافي ، ج ٢ ، ص ٤٥٦ ، ح ٩٧٢.
(٧) هكذا في «بف ، بن» وحاشية «د ، م». وفي «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، جت ، جد» والمطبوع : «سفيان الجريري». والصواب ما أثبتناه ، كما تقدم ، ذيل ح ٨٠٧٩.
(٨) في المرآة : «قوله : وشبك بين أصابعه ، بأن أدخل إحدى اليدين في الاخرى وكان يدخلها إلى اصول الأصابع ، ثم يخرجها إلى رؤوسها تشبيها لتضيق الدنيا وتفرجها بهاتين الحالتين».
(٩) في الوافي : «تضيقي» بدون الواو.
(١٠) في الوافي : «يعني من كان في الدنيا يختلف عليه الأحوال ، فربما يكون في فرج وربما يكون في ضيق ، قال الله سبحانه : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [الشرح (٩٤) : ٥ و ٦] فالحزم أن لا يستعجل الفرج من كان في الضيق ، بل يصبر حتى يأتي الله له بالفرج ؛ لأنه في الضيق يتوقع الفرج ، وفي الفرج يخاف الضيق».