إليه تحشرون ؛ فانتفعوا بالعظة ، وتأدبوا بآداب الصالحين». (١)
١٤٨١٨ / ٣. أحمد بن محمد بن أحمد الكوفي وهو العاصمي ، عن عبد الواحد (٢) بن الصواف ، عن محمد بن إسماعيل الهمداني :
عن أبي الحسن موسى عليهالسلام ، قال : «كان أمير المؤمنين عليهالسلام يوصي أصحابه ويقول :
أوصيكم بتقوى الله ؛ فإنها غبطة (٣) الطالب الراجي ، وثقة الهارب اللاجي ، واستشعروا التقوى (٤) شعارا باطنا ، واذكروا الله ذكرا خالصا تحيوا به أفضل الحياة ، وتسلكوا به طريق النجاة ، انظروا (٥) في الدنيا نظر الزاهد المفارق لها ؛ فإنها تزيل الثاوي (٦) الساكن ، وتفجع (٧) المترف (٨) الآمن ، لايرجى منها ما تولى فأدبر ، ولا يدرى ما هو آت منها
__________________
(١) الأمالي للمفيد ، ص ١٩٩ ، المجلس ٢٣ ، ح ٣٣ ، بسنده عن الحسن بن محبوب ، إلى قوله : «يومئذ لا تكلم نفس إلابإذنه». تحف العقول ، ص ٢٥٢ ، عن علي بن الحسين عليهماالسلام ، من قوله : «كفا نا الله وإياكم كيد الظالمين» وفيهما مع اختلاف يسير. وراجع : الكافي ، كتاب الروضة ح ١٤٨٤٤ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٢٤٥ ، ح ٢٥٤٠٤ ؛ الوسائل ، ج ١٦ ، ص ١١ ، ح ٢٠٨٢٨ ، إلى قوله : «ورغب في دائم نعيم الآخرة وسعى لها سعيها».
(٢) في حاشية «د» : «عبد الرحمن».
(٣) الغبطة : حسن الحال والنعمة والسرور ، وهي أيضا : أن تتمنى مثل حال المغبوط من غير أن تريد زوالها عنه ، وليس بحسد. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١١٤٦ (غبط).
(٤) «استشعروا التقوى» أي لبسوه ؛ من الشعار ، وهو الثوب الذي يلي الجسد ؛ لأنه يلي شعره ، يقال : استشعرالثوب : لبسه. وهو كناية عن غاية الملابسة والملازمة ، ولزوم خفائها وخلوصها عن الرياء والسمعة. راجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٤٨٠ ؛ لسان العرب ، ج ٤ ، ص ٤١٣ (شعر) ؛ شرح المازندراني ، ج ١١ ، ص ١٩٩.
(٥) في «بح» : «فانظروا».
(٦) «الثاوي» : المقيم ؛ من ثوى بالمكان يثوي : إذا أقام فيه. راجع : الصحاح ، ج ٦ ، ص ٢٢٩٦ ؛ النهاية ، ج ١ ، ص ٢٣٠ (ثوا).
(٧) الفجع : الإيجاع ، يقال : فجعه ـ كمنعه ـ : أوجعه ، كفجعه ، أو هو أن يوجع الإنسان بشيء يكرم عليه فيعدمه. راجع : ترتيب كتاب العين ، ج ٣ ، ص ١٣٧٣ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩٩ (فجع).
(٨) «المترف» : كمكرم ، وهو المتروك الذي يصنع ما يشاء لا يمنع ، والمتنعم المتوسع في ملاذ الدنيا وشهواتها ، والجبار. يقال : أترفته النعمة ، أي أطغتها ، أو نعمته. راجع : لسان العرب ، ج ٩ ، ص ١٧ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٦٠ (ترف).