الله صلىاللهعليهوآله : دعها ، فإن الله عليم حكيم (١) ، وكان ابن أبي سرح يقول للمنافقين : إني لأقول (٢) من نفسي (٣) مثل ما يجيء به (٤) ، فما يغير علي ، فأنزل الله ـ تبارك وتعالى ـ فيه الذي أنزل». (٥)
١٥٠٥٩ / ٢٤٤. علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن عمر بن أذينة ، عن محمد بن مسلم ، قال :
قلت لأبي جعفر عليهالسلام (٦) : قول الله عزوجل : (وَقاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) (٧).
__________________
(١) في المرآة : «قوله عليهالسلام : دعها ، أي اتركها كما نزلت ولا تغيرها ، وأن ما كتبت وإن كان حقا ، لكن لا يجوز تغيير مانزل من القرآن ، فقوله : فما يغير علي ، إما افتراء منه على الرسول صلىاللهعليهوآله ، أو هو إشارة إلى ما جرى على لسانه ونزول الوحي مطابقا له ، كما مر». وقال المحقق الشعراني في هامش الوافي : «قوله : دعها ؛ فإن الله عليم حكيم ، كذب الملعون على رسول الله صلىاللهعليهوآله ؛ لأن الله عليم حكيم وعزيز حكيم ، ولكن لكل واحد من اللفظتين مقام لايصح أحدهما في موضع الآخر ، مثلا في مقام الانتقام يجب أن يقال : عزيز حكيم ، وفي بيان الأحكام : عليم حكيم ، ومخالفة ذلك تخل بالفصاحة ، ولا يجوز للنبي صلىاللهعليهوآله تغيير ألفاظ القرآن التي اوحيت إليه».
(٢) في حاشية «د» : «أقول».
(٣) في تفسير العياشي : «الشيء» بدل «من نفسي».
(٤) في تفسير العياشي : + «هو».
(٥) تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٠٩ ، بسنده عن صفوان ، عن ابن مسكان ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، مع اختلاف. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٣٦٩ ، ح ٦٠ ، عن الحسين بن سعيد ، عن أحدهما عليهماالسلام ، مع اختلاف يسير. وراجع : تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ٢٨٠ ، ح ٢٨٧ الوافي ، ج ٢٦ ، ص ٤٣١ ، ح ٢٥٥١٦ ؛ البحار ، ج ٩٢ ، ص ٣٧ ، ذيل ح ٣.
(٦) في «بح» : + «في».
(٧) الأنفال (٨) : ٣٩. وفي مجمع البيان ، ج ٤ ، ص ٤٦٦ : «هذا خطاب للنبي صلىاللهعليهوآله والمؤمنين بأن يقاتلوا الكفار حتي لاتكون فتنة ، أي شرك ؛ عن ابن عباس وحسن ، ومعناه : حتى لايكون كافر بغير عهد ؛ لأن الكافر إذا كان بغير عهد كان عزيزا في قومه ، يدعوا الناس إلى دينه ، فتكون الفتنة في الدين. وقيل : حتى لايفتن مؤمن عن دينه. (وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) أي يجتمع أهل الحق وأهل الباطل على الدين الحق في ما يعتقدونه ويعملون به ، أي ويكون الدين حينئذ كله لله باجتماع الناس عليه ، وروى زرارة وغيره عن أبي عبدالله عليهالسلام أنه قال : لم يجىء تأويل هذه الآية ، ولو قام قائمنا بعد سيرى من يدركه ما يكون من تأويل هذه الآية ، وليبلغن دين محمد صلىاللهعليهوآله ما بلغ الليل حتى لايكون مشرك على ظهر الأرض».