نفسك شوقا إليه ، فليس (١) كدار الآخرة دار تجاور (٢) فيها الطيبين (٣) ، ويدخل (٤) عليهم فيها (٥) الملائكة المقربون ، وهم مما (٦) يأتي يوم القيامة من أهوالها آمنون ، دار لايتغير (٧) فيها النعيم ، ولا يزول عن أهلها.
يا ابن مريم ، نافس فيها مع المتنافسين ؛ فإنها أمنية المتمنين (٨) حسنة المنظر ، طوبى لك يا ابن مريم ، إن كنت لها من العاملين مع آبائك آدم وإبراهيم في جنات ونعيم ، لاتبغي (٩) بها (١٠) بدلا ولا تحويلا ، كذلك أفعل بالمتقين.
يا عيسى ، اهرب إلي مع من يهرب من نار ذات لهب ، ونار ذات أغلال وأنكال (١١) ، لا يدخلها روح (١٢) ، ولا يخرج منها غم أبدا ، قطع كقطع الليل المظلم ، من ينج منها يفز ، ولن ينجو (١٣) من كان من الهالكين ، هي دار الجبارين والعتاة الظالمين ، وكل فظ (١٤) غليظ ، وكل مختال (١٥) فخور.
__________________
نفسك ، أي هلكت واضمحلت». وراجع : النهاية ، ج ٢ ، ص ٣٢٢ ؛ القاموس المحيط ، ح ١١٨٤ (زهق).
(١) في «ن» : «وليس».
(٢) في «ع ، بح ، جت» : «يجاور».
(٣) هكذا في «د ، ل ، م ، بح ، بف ، بن ، جت ، جد» وشرح المازندراني والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «تجاور فيها الطيبون».
(٤) في «بح ، جت» والوافي : «وتدخل».
(٥) في شرح المازندراني : ـ «فيها».
(٦) في «بح ، جت» : «فيما».
(٧) في شرح المازندراني : «ولا يتغير» بدل «دار لا يتغير».
(٨) في تحف العقول : «المتمكنين».
(٩) في حاشية «جت» : «لا تبتغي».
(١٠) في حاشية «بح» : «لها».
(١١) الأنكال : جمع النكل بكسر النون ، وهو القيد الشديد ، أو قيد من نار ، وضرب من اللجم ، أو لجام البريد ، وحديدة اللجام ، والزمام. القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٤٠٥ (نكل).
(١٢) الروح : الراحة ، والسرور ، والفرح ، والرحمة ، ونسيم الريح. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٣٣٥ ؛ تاج العروس ، ج ٢ ، ص ١٤٨ (روح).
(١٣) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت والوافي. وفي حاشية «جت» والمطبوع والبحار : + «منها».
(١٤) الفظ : الغليظ الجانب ، السيء الخلق ، القاسي ، الخشن الكلام. القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٩٣٩ (فظظ).
(١٥) المختال : المتكبر. النهاية ، ج ٢ ، ص ٨٩ (خول).