ولاتغير (١) سنتي.
يا عيسى ابن البكر البتول (٢) ، ابك على نفسك بكاء من ودع (٣) الأهل ، وقلى الدنيا (٤) ، وتركها لأهلها ، وصارت رغبته فيما عند إلهه (٥).
يا عيسى ، كن مع ذلك تلين الكلام ، وتفشي السلام ، يقظان إذا نامت عيون الأبرار حذرا (٦) للمعاد ، والزلازل الشداد ، وأهوال يوم القيامة حيث لاينفع أهل ولا ولد ولا مال.
يا عيسى ، اكحل عينك (٧) بميل (٨) الحزن إذا ضحك البطالون.
يا عيسى ، كن خاشعا صابرا ، فطوبى لك إن نالك ما وعد الصابرون.
يا عيسى ، رح (٩) من الدنيا يوما فيوما ، وذق لما (١٠) قد ذهب طعمه ، فحقا أقول : ما أنت إلا بساعتك ويومك ، فرح من الدنيا ببلغة (١١) ، وليكفك الخشن الجشب (١٢) ، فقد
__________________
(١) هكذا في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بف ، بن ، جت» وحاشية «جد» والوافي. وفي سائر النسخ والمطبوع : «أو تغير» بدل «ولا تغير».
(٢) قال ابن الأثير : «التبتل : الانقطاع عن النساء وترك النكاح ، وامرأة بتول : منقطعة عن الرجال لا شهوة لها فيهم ، وبها سميت مريم ام المسيح عليهماالسلام ، وسميت فاطمة البتول ؛ لا نقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا. وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى الله تعالى». النهاية ، ج ١ ، ص ٩٤ (بتل).
(٣) في «بح ، جت» والبحار والأمالي للصدوق : «قد ودع».
(٤) «قلى الدنيا» أي أبغضها ؛ من القلى ، وهو البغض. راجع : النهاية ، ج ٤ ، ص ١٠٥ (قلا) ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٧٣٧ (قلي).
(٥) في «بن» والبحار والأمالي للصدوق : «عند الله».
(٦) في المرآة : «قوله تعالى : حذرا ، بفتح الذال ؛ ليكون مفعولا لأجله ، أو بكسر الذال ، أي كن حذرا».
(٧) في «جت» والبحار والأمالي للصدوق : «عينيك».
(٨) في «ع ، بف» : «بهلول». وفي الوافي : «بميول».
(٩) «رح» أي اذهب وسر. وراجع : لسان العرب ، ج ٢ ، ص ٤٦٤ (روح).
(١٠) في البحار والأمالي للصدوق وشرح المازندراني عن بعض النسخ : «ما» بدون اللام.
(١١) في البحار والأمالي للصدوق : «بالبلغة». والبلغة : ما يتبلغ من العيش ويكتفى ولا يفضل. راجع : المصباح المنير ، ص ٦١ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ١٠٤٢ (بلغ).
(١٢) طعام جشب ومجشوب ، أي غليظ وخشن ، ويقال : هو الذي لا ادم معه. الصحاح ، ج ١ ، ص ٩٩ (جشب).