ويرفعون رؤوسهم إلى ناحية الصوت مهطعين (١) إلى الداعي (٢) ، قال : فعند ذلك يقول الكافر : (هذا يَوْمٌ عَسِرٌ)(٣).
قال : فيشرف الجبار (٤) ـ عزوجل ـ الحكم العدل عليهم ، فيقول : أنا الله (٥) لا إله إلا أنا ، الحكم العدل الذي لايجور ، اليوم أحكم بينكم بعدلي وقسطي ، لايظلم اليوم عندي أحد ، اليوم آخذ للضعيف من القوي بحقه ، ولصاحب المظلمة بالمظلمة بالقصاص من الحسنات والسيئات ، وأثيب على الهبات ، ولا يجوز هذه العقبة اليوم (٦) عندي ظالم ولأحد عنده مظلمة إلا مظلمة يهبها صاحبها (٧) ، وأثيبه عليها وآخذ له بها عند (٨) الحساب (٩) ، فتلازموا (١٠) أيها الخلائق ، واطلبوا مظالمكم عند من ظلمكم بها (١١) في الدنيا ، وأنا شاهد لكم (١٢) عليهم ، وكفى بي شهيدا.
قال : فيتعارفون ويتلازمون ، فلا يبقى أحد له عند أحد مظلمة أو حق إلا لزمه بها.
قال : فيمكثون ما شاء الله ، فيشتد (١٣) حالهم ، ويكثر (١٤) عرقهم ، ويشتد غمهم ،
__________________
العنق ، والفريصة واحدته. راجع : النهاية ، ج ٣ ، ص ٤٣١ ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٨٤٩ (فرص).
(١) الإهطاع : الإسراع في العدو ، ومد العنق وتصويب الرأس ، أي نكسه. راجع : الصحاح ، ج ٣ ، ص ١٣٠٧ ؛ النهاية ، ج ٥ ، ص ٢٦٦ (هطع).
(٢) هكذا في جميع النسخ التي قوبلت. وفي المطبوع والوافي : «الداع».
(٣) القمر (٥٤) : ٨.
(٤) في حاشية «بح» والبحار : «الله».
(٥) في «بح ، بن» : + «الذي».
(٦) في «ع ، ل» : ـ «اليوم».
(٧) في «د ، ع ، ل ، م ، ن ، بح ، بن ، جد» والبحار : «لصاحبها». وفي «جت» : «لصاحبه».
(٨) في «د» : ـ «عند».
(٩) في «د ، ع ، ل ، بن» : «الحسنات».
(١٠) في الوافي : «وتلازموا».
(١١) في حاشية «بح» : «فيها».
(١٢) في حاشية «جت» : + «بها».
(١٣) في «ع ، ل ، م ، بن ، جد» : «فتشتد». وفي «ن» بالتاء والياء معا.
(١٤) في البحار : «فيكثر».