الخضاب (١) ، وامتشطوا كما تمتشط (٢) المرأة لزوجها ، وأعطوا الرجال الأموال على فروجهم (٣) ، وتنوفس في الرجل ، وتغاير (٤) عليه الرجال (٥) ، وكان صاحب المال أعز من المؤمن ، وكان الربا ظاهرا لايعير (٦) ، وكان الزنى تمتدح (٧) به النساء ، ورأيت المرأة تصانع (٨) زوجها على نكاح الرجال ، ورأيت أكثر الناس وخير بيت من يساعد النساء على فسقهن ، ورأيت المؤمن محزونا محتقرا ذليلا ، ورأيت البدع والزنى قد ظهر (٩) ، ورأيت الناس (١٠)
__________________
النساء للرجال وترغيبهم إلى أنفسهن ... ولعل تخصيص ولد العباس بالذكر للتمثيل ، أو لبيان الواقع ، وإلا فكل من تصنع به فهو مثلهم».
(١) في المرآة : «قوله عليهالسلام : وأظهروا الخضاب ، أي خضاب اليد والرجل ؛ إذ خضاب الشعر ممدوح للرجال مستحب ، وقد ورد خبر آخر أيضا يدل على كراهة خضاب اليد للرجال».
(٢) في الوافي : «كا متشاط» بدل «كما تمتشط».
(٣) في المرآة : «أي أعطى ولد العباس الناس أموالا ليطؤوهم ، أو المراد أنهم يعطون السلاطين والحكام الأموال لأجل فروجهم ، أو فروج نسائهم للدياثة. ويمكن أن يقرأ «الرجال» بالرفع ، و «أعطوا» على المعلوم ، أو المجهول من باب «أكلوني البراغيث». والأول أظهر».
(٤) في «بح» والوافي : «ويغاير». وفي «ن» بالتاء والياء معا. وفي حاشية «م» : «وتغار».
(٥) في شرح المازندراني : «التنافس والمنافسة : الرغبة في الشيء والانفراد به لكونه جيدا في نوعه. والتغاير من الغيرة ، وهي الحمية والأنفة ، يقال : رجل غيور ، وامرأة غيور بلا هاء ؛ لأن فعولا يشترك فيه الذكر والانثى. والظاهر أن «في الرجل» قائم مقام الفاعل وأن ضمير «عليه» راجع إليه ، أي رغب في الرجل وهو مرغوب له لنوع من الحسن والجمال وتغاير عليه الرجال حسدا ، كما تغاير النساء على ضرتهن عند إرادة الزوج لها».
وفي المرآة : «التنافس : الرغبة في الشيء والإفراد به ، والمنافسة : المغالبة على الشيء ، وهي المراد هاهنا». وراجع : النهاية ، ج ٥ ، ص ٩٥ و ٩٦ (نفس) ؛ القاموس المحيط ، ج ١ ، ص ٦٣٣ (غير).
(٦) في شرح المازندراني : «لا يغير» بالغين المعجمة. وفي بعض النسخ بالعين المهملة ، والأول أظهر».
(٧) في «ع ، بف» : «يمتدح». وفي «جت» بالتاء والياء معا.
(٨) قال ابن الأثير : «المصانعة : أن تصنع له شيئا ليصنع لك شيئا آخر ، وهي مفاعلة من الصنع». وقال الفيروزآبادي : «المصانعة : الرشوة ، والمداراة ، والمداهنة». النهاية ، ج ٣ ، ص ٥٦ ؛ القاموس المحيط ، ج ٢ ، ص ٩٩١ (صنع).
(٩) في «جت» : «ظهرت».
(١٠) في «ن» : «الرجال».