قال في وصف العترة الطاهرة ـ : فيهم كرائم القرآن وهم كنوز الرحمن ، إن نطقوا صدقوا ، وإن صمتوا لم يسبقوا ، فليصدق رائد أهله ، وليحضر عقله « (١٨) ؛ الخطبة. وقال عليهالسلام من خطبة له (١) » واعلموا انكم لن تعرفوا الرشد حتى تعرفوا الذي تركه ، ولن تأخذوا بميثاق الكتاب حتى تعرفوا الذي نقضه ، ولن تمسكوا به حتى تعرفوا الذي نبذه ، فالتمسوا ذلك من عند أهله ، فإنهم عيش العلم ، وموت الجهل ، هم الذين يخبركم حكمهم عن علمهم ، وصمتهم عن منطقهم ، وظاهرههم عن باطنهم ، لا يخالفون الدين ولا يختلفون فيه ، فهو بينهم شاهد صادق وصامت ناطق (١٩). إلى كثير من النصوص المأثورة عنه في هذا الموضوع نحو قوله عليهالسلام : « بنا اهتديتم في الظلماء ، وتسنمتم العلياء ، وبنا انفجرتم عن السرار (٢) وقر سمع
__________________
(١) كما في صفحة ٤٣ من الجزء الثاني من النهج من الخطبة ١٤٣ [طبعة الاستقامة] (منه قدس)
(٢) قال الشخ محمد عبده في تعليقه : السرار ـ كسحاب وكتاب ـ آخر ليلة من الشهر يختفي فيها القمر. وانفجرتم : دخلتم في الفجر ، والمراد كنتم في ضلام حالك ، وهو ظلام الشرك والضلال ، فصرتم إلى ضياء ساطع بهدايتنا وإرشادنا. والضمير لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم والامام ابن عمه ونصيره في دعوته. (منه قدس)
____________________________________
(١٨) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٧٠ ط الاندلس وص ٢٦٤ ط آخر.
(١٩) نهج البلاغة ج ٢ ص ٢٦٠ ط الاندلس وص ٢٥٤ ط آخر.