، ولأصحاب الصادق غيرها هو أضعاف أضعافها ، كما ستسمع تفصيله قريبا ان شاء الله تعالى.
أما الائمة الاربعة فليس لهم عند أحد من الناس منزلة أئمة أهل البيت عند شيعتهم ، بل لم يكونوا أيام حياتهم ، بالمنزلة التي تبوأوها بعد وفاتهم ، كما صرح به ابن خلدون المغربي ، في الفصل الذي عقده لعلم الفقه من مقدمته الشهيرة (٩٦٩) ، واعترف به غير واحد من اعلامهم ، ونحن مع ذلك لا نرتاب في أن مذاهبهم إنما هي مذاهب اتباعهم ، التي عليها مدار عملهم في كل جيل ، وقد دونوها في كتبهم ، لان أتباعهم أعرف بمذاهبهم ، كما أن الشيعة أعرف بمذهب أئمتهم ، الذي يدينون الله بالعمل على مقتضاه ، ولا تتحقق منهم نية القربة إلى الله بسواه.
٢ ـ وإن الباحثين ليعلمون بالبداهة تقدم الشيعة في تدوين العلوم على من سواهم (٩٧٠) ، إذ لم يتصد لذلك في العصر الاول غير علي وأولوا العلم من شيعته ، ولعل السر في ذلك اختلاف الصحابة في إباحة كتابة العلم وعدمها ، فكرهها ـ كما عن العسقلاني في مقدمة فتح الباري وغيره ـ عمر بن الخطاب وجماعة آخرون ، خشية أن يختلط الحديث في الكتاب (٩٧١) ،
____________________________________
(٩٦٩) مقدمة ابن خلدون ص ٤١٠ ـ ٤١٧.
(٩٧٠) تقدم الشيعة في تديون العلوم.
راجع : تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد الصدر ط شركة النشر والطباعة المحدودة في العراق ، الشيعة وفنون الاسلام له أيضا ط في إيران ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٤ ص ٥٤٦ ـ ٥٥٥.
(٩٧١) كراهية عمر لتدوين الحديث.
راجع : تنوير الحوالك شرح موطأ مالك ج ١ ص ٤ ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٤ ص ٥٤٣.