٥ ـ هلم بنا إلى المهمة التي نبهتنا اليها من لم شعث المسلمين ، والذي أراه أن ذلك ليس موقوفا على عدول الشيعة عن مذهبهم ، ولا على عدول السنة عن مذهبهم وتكليف الشيعة بذلك دون غيرهم ترجيح بلا مرجح ، بل ترجيح للمرجوح ، بل تكليف بغير المقدور ، كما يعلم مما قدمناه.
نعم يلم الشعث وينتظم عقد الاجتماع بتحريركم مذهب أهل البيت ، واعتباركم إياه كأحد مذاهبكم، حتى يكون نظر كل من الشافعية والحنفية والمالكية والحنبلية إلى شيعة آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم كنظر بعضهم إلى بعض ، وبهذا يجتمع شمل المسلمين وينتظم عقد اجتماعهم.
والاختلاف بين مذاهب أهل السنة لا يقل عن الاختلاف بينها وبين مذهب الشيعة (١٠) تشهد بذلك الالوف المؤلفة في فروع الطائفتين واصولهما ، فلماذا ندد المنددون منكم بالشيعة في مخالفتهم لاهل السنة ، ولم ينددوا بأهل السنة في مخالفتهم للشيعة (١١)؟ بل في مخالفة بعضهم لبعض ، فاذا جاز أن تكون المذاهب أربعة ، فلماذا لا يجوز أن تكون خمسة؟ وكيف يمكن أن تكون الاربعة موافقة لاجتماع المسلمين ، فإذا زادت مذهباً
__________________
(١٠) الاختلاف بين المذاهب الاربعة :
راجع : كتاب لماذا اخترت مذهب أهل البيت للشيخ محمد الانطاكي ص ١٣ ـ ١٥ ط ١ ، الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٥ ص ١٧٣ ـ ١٧٧ بل مخالفة المذهب نفسه كما في الشافعي بين القديم والجديد كما في كتاب : الامام الصادق والمذاهب الاربعة ج ٣ ص ٢٠٥ ـ ٢٠٨ ، وراجع : اعتراف الشيخ سليم البشري في المراجعة ـ ١٩ ـ من المراجعات ، في طريقي إلى التشيع للأنطاكي ص ١٦.
(١١) رفض السنة النبوية خلافا للشيعة راجع :
راجع : الغدير للاميني ج ١٠ ص ٢٠٩ ـ ٢١١.