وتحاورا مرة ثالثة فقال : « يا ابن عباس ما أرى صاحبك الا مظلوما ، فقلت : يا اميرالمؤمنين فاردد اليه ظلامته (قال) فانتزع يده من يدي ومضى يهمهم ساعة ، ثم وقف فلحقته ، فقال : يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه الا انه استصغره قومه ، قال : فقلت له : والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه ان يأخذ براءة من صاحبك ، قال : فأعرض عني وأسرع ، فرجعت عنه » (٩١٤) (١). وكم لحبر الامة ولسان الهاشميين وابن عم رسول الله عبدالله بن العباس من أمثال هذه المواقف ، وقد مر عليك ـ في
__________________
(١) أورد هذه المحاورة أهل السير في أحوال عمر ، ونحن نقلناها من شرح نهج البلاغة لعلامة المعتزلة ، فراجع ص ١٠٥ من مجلده الثالث (منه قدس).
____________________________________
(٩١٤) توجد في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٣ ص ١٠٥ وج ٢ ص ١٨ أفست على ط ١ بمصر وج ١٢ ص ٤٦ وج ٦ ص ٤٥ ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل وج ٣ ص ٧٨١ ط مكتبة الحياة وج ٣ ص ١٥٣ ط دار الفكر.
قول عمر لابن عباس : « لقد كان علي فيكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر ... ».
توجد في محاضرات الراغب الاصفهاني ج ٧ ص ٢١٣ كما في الغدير ج ١ ص ٣٨٩ وج ٧ ص ٨٠ ط بيروت.
وقال عمر : « يا بن عباس أما والله ان صاحبك هذا [يشير إلى علي (ع)] لاولى الناس بالامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله الا انا خفناه على اثنين ـ إلى أن قال ابن عباس ـ فقلت ما هما يا أميرالمؤمنين قال : خفناه على حداثة سنه وحبه بني عبد المطلب ».
يوجد في : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ١ ص ١٣٤ وج ٢ ص ٢٠ أفست على ط ١ بمصر وج ٢ ص ٥٧ وج ٦ ص ٥١ ـ ٥٢ ط مصر بتحقيق محمد أبو الفضل.