السنة ـ وانقباضكم عنهم ، وأنكم تأنسون بالوحشة وتخلدون إلى العزلة ، وأنكم. وأنكم (٢). لكني رأيت منك شخصا رقيق المنافثة ، دقيق المباحثة ، شهي المجاملة ، قوي المجادلة ، لطيف المفاكهة ، شريف المعاركة ، مشكور الملابسة ، مبرور المنافسة ، فاذا الشيعي ريحانة الجليس ، ومنية كل أديب.
٢ ـ وإني لواقف على ساحل بحرك اللجي ، أستأذنك في في خوض عبابه والغوص على درره ، فان أذنت غصنا على دقائق وغوامض تحوك في صدري منذ أمد بعيد ، وإلا فالامر اليك ، وما أنا فيما أرفعه بباحث عن عثرة ، أو متتبع عورة ، ولا بمفند أو مندد ، وإنما أنا نشاد ضالة ، وبحاث عن حقيقة ، فان تبين الحق ، فان الحق أحق أن يتبع وإلا فانا كما قال القائل :
نحن بما عندنا وأنت بما عن |
|
دك راض والرأي مختلف |
وسأقتصر ـ إن أذنت ـ في مراجعتي إياك على مبحثين ، أحدهما في إمامة المذهب أصولا وفروعا وثانيهما في الامامة العامة ، وهي الخلافة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسيكون توقيعي في أسفل مراجعاتي كلها (س) فليكن توقيعك (ش) (١) وأسلفك رجاء العفو عن كل هفو والسلام.
س
__________________
(١) بسم الله الرحمن الرحيم لم يكتف بالاستئذان حتى بين فيه المواضع اذي ستدور عليه رحى البحث بيننا ، وهذا من كماله وآدابه في المناظرة ، ولا يخفى لطف الرمزين (س. و. ش) ومناسبتهما ، فإن السين إشارة إلى اسمه سليم وكونه سنياً ، والشين إشارة إلى (شرف الدين) وكوني شيعياً ـ (منه قدس).
____________________________________
(٢) التهم التي ألصقت بالشيعة مع أجوبتها. راجع :