وقد تضافرت الروايات أن اهل النفاق والحسد والتنافس لما علموا أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، سيزوج عليا من بضعته الزهراء ـ وهي عديلة مريم وسيدة نساء أهل الجنة ـ حسدوه لذلك وعظم عليهم الامر ، ولاسيما بعد أن خطبها من خطبها فلم يفلح (١) ، وقالوا ان هذه ميزة يظهر بها فضل علي ، فلا يلحقه بعدها لاحق ، ولا يطمع في إدراكه طامع ، فأجلبوا بما لديهم من أرجاف ، وعملوا لذلك اعمالا ، فبعثوا نساءهم إلى سيدة نساء العالمين ينفرنها ، فكان مما قلن لها : انه فقير ليس له شيء ، لكنها عليهاالسلام لم يخف عليها مكرهن ، وسوء مقاصد رجالهن ، ومع ذلك لم تبد لهن شيئا يكرهنه ، حتى تم ما أراده الله عزوجل ورسوله لها وحينئذ ارادت أن تظهر
__________________
(١) أخرج بن أبي حاتم عن أنس ، قال : جاء أبوبكر وعمر يخطبان فاطمة إلى النبي فسكت ولم يرجع اليهما شيئا ، فانطلقا إلى علي ينبهانه إلى ذلك. الحديث وقد نقله عن ابن أبي حاتم كثير من الاثبات ، كابن حجر في أوائل باب ١١ من صواعقه ، ونقل ثمة عن أحمد بالاسناد إلى أنس نحوه ، وأخرج أبوداود السجستاني ـ كما في الآية ١٢ من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب ١١ من صواعقه ـ أن أبا بكر خطبها ، فأعرض عنه صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم عمر فأعرض عنه فنبهاه إلى خطبتها. الحديث وعن علي ، قال : خطب أبوبكر وعمر فاطمة إلى رسول الله ، فأبى صلى الله عليه وآله وسلم عليهما ، قال عمر : أنت لها يا علي. الحديث. أخرجه ابن جرير ، وصححه وأخرجه الدولابي في الذرية الطاهرة ، وهو الحديث ٦٠٠٧ من احاديث كنز العمال ص ٣٩٢ من جزئه السادس (منه قدس).
____________________________________
ص ٦ ، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج ١٤ ص ٣٦٣ ، الرياض النضرة ج ٢ ص ٢٣٨ و ٢٤٠ ط ٢ ، الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٨ ص ١٩.