لاخبر النبي بذلك ، فقالوا : أخبره أخبره ، يسقط عليا من عينه ، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، يسمع كلامهم من وراء الباب ، فخرج مغضبا فقال : ما بال أقوام ينتقصون عليا؟ من أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن فارق عليا فقد فارقني ، ان عليا مني ، وأنا منه ، خلق من طينتي ، وأنا خلقت من طينة إبراهيم ، وأنا أفضل من إبراهيم (١) ذرية بعضها من بعض ، والله سميع عليم ، يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ. وأنه وليكم بعدي » (٢) (٥٢٣) وهذا الحديث مما لا ريب في صدوره ، وطرقه إلى بريدة كثيرة ، وهي معتبرة بأسرها.
٤ ـ ومثله ما أخرجه الحاكم عن ابن عباس من حديث جليل (٣) ، ذكر فيه
__________________
(١) لما اخبر أن عليا خلق من طينته صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو بحكم الضرورة افضل من علي ، كان قوله : وانا خلقت من طينة ابراهيم مظنة لتوهم ان ابراهيم افضل منه صلى الله عليه وآله وسلم ، وحيث ان هذا مخالف للواقع صرح بأنه افضل من ابراهيم دفعا للتوهم المخالف للحقيقة. (منه قدس)
(٢) ان ابن حجر نقل هذا الحديث عن الطبراني في ص ١٠٣ من صواعقه اثناء كلامه في المقصد الثاني من مقاصد الآية ١٤ ، من الآيات ، التي ذكرها في الباب ١١ من الصواعق ، لكنه لما بلغ إلى قوله : اما علمت ان لعلي اكثر من الجارية ، وقف قلمه ، واستعصت عليه نفسه ، فقال إلى آخر الحديث ، وليس هذا من أمثاله بعجيب ، والحمد لله الذي عافانا. (منه قدس)
(٣) أخرجه الحاكم في اول ص ١٣٤ من الجزء ٣ من المستدرك. والذهبي في تلخيصه معترفا بصحته. والنسائي في ص ٦ من الخصائص العلوية. والإمام احمد في ص ٣٣١ من الجزء الاول من مسنده. وقد أوردناه بلفظه في اول المراجعة ٢٦. (منه قدس)
____________________________________
(٥٢٣) يوجد في : ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٢٧٢ ط اسلامبول وص ٣٢٦ ط الحيدرية ، مجمع الزوائد ج ٩ ص ١٢٨.