بينه وبينه ، إذ آخى بين المسلمين غيري ، قالوا : اللهم لا (١) (٥٠٤) ؛ ولما برز علي للوليد يوم بدر ، قال له الوليد : « من أنت؟ قال علي : أنا عبدالله وأخو رسوله ... الحديث (٢) » (٥٠٥). وسأل علي عمر أيام خلافته ، فقال له (٣) : « أرأيت لو جاءك قوم من بني إسرائيل ، فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى ، أكانت له عندك اثرة على أصحابه ، قال : نعم ، قال : فأنا والله أخو رسول الله ، وابن عمه ، فنزع عمر رداءه فبسطه ، وقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نتفرق ، فلم يزل جالسا عليه ، وعمر بين يديه حتى تفرقوا ، بخوعا لاخي رسول الله وابن عمه » (٥٠٦).
٣ ـ شط بنا القلم فنقول : وأمر صلى الله عليه وآله وسلم ، بسد أبواب الصحابة من المسجد تنزيها له عن الجنب والجنابة ، لكنه أبقى باب علي ، وأباح له عن الله تعالى أن يجنب في المسجد ، كما كان هذا مباحا لهارون ، فدلنا
____________
(١) أخرجه ابن عبدالبر في ترجمة علي من الاستيعاب. وغير واحد من الاثبات. (منه قدس)
(٢) اخرجه ابن سعد في عزوة بدر من كتاب الطبقات في ص ١٥ من القسم الاول من جزئه الثاني. (منه قدس)
(٣) فيما أخرجه الدارقطني كما في المقصد الخامس من مقاصد آية المودة في القربى ، وهي الآية ١٤ من الآيات التي أوردها ابن حجر في الباب ١١ من صواعقه ، فراجع من الصواعق ص ١٠٧. (منه قدس)
____________________________________
(٥٠٤) راجع : شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ٦ ص ١٦٧ ، الاستيعاب بهامش الاصابة ج ٣ ص ٣٥.
(٥٠٥) راجع : الطبقات الكبرى لابن سعد ج ٢ ص ٢٣ ط دار صادر.
(٥٠٦) راجع : الصواعق المحرقة ص ١٧٧ ط المحمدية.