وكان مروان بن معاوية لا يرتاب في ان وكيعا رافضي ، دخل عليه يحيى بن معين مرة فوجد عنده لوحا فيه فلان كذا وفلان كذا ، ومن جملة ما كان فيه ، وكيع رافضي ، فقال له ابن معين : وكيع خير منك ، قال : مني؟ فقال له : نعم. قال ابن معين فبلغ ذلك وكيعا فقال : ان يحيى صاحبنا ، وسئل احمد بن حنبل إذا اختلف وكيع وعبدالرحن ابن مهدي بقول من نأخذ؟ فرجح قول عبدالرحمن لأمور ذكرها ، ومن جملتها : ان عبدالرحمن كان يسلم منه السلف ـ دون وكيع بن الجراح (٤٢٨) ـ قلت : ويؤيد ذلك ما اورده الذهبي في آخر ترجمة الحسن بن صالح ، من ان وكيعا كان يقول : ان الحسن بن صالح عندي إمام ، فقيل له : انه لا يترحم على عثمان ، فقال : اتترحم انت على الحجاج (٤٢٩)؟ حيث جعل عثمان كالحجاج ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه ، فنقل من شؤونه ما قد سمعت ، احتج به اصحاب الصحاح الستة وغيرهم (٤٣٠) ودونك حديثه في صحيحي البخاري ومسلم عن كل من الاعمش ، والثوري ، وشعبة ، واسماعيل ابن ابي خالد ، وعلي بن المبارك ، روى عنه عندهما اسحاق الحنظلي ، ومحمد بن نمير ، وروى عنه عند البخاري عبدالله
____________________________________
(٤٢٨) الميزان ج ٤ ص ٣٣٦.
(٤٢٩) الميزان ج ١ ص ٤٩٩.
(٤٣٠) روى عنه في : صحيح البخاري ك العلم ب كتابة العلم ج ١ ص ٣٦ ، صحيح مسلم ك الايمان ب كون النهي عن المنكر ج ١ ص ٣٩ ، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٣٣ ح ٣٨٨٧ ، سنن أبي داود ج ٣ ص ٣٧ ح ٢٦١٢ ، سنن النسائي ك الطهارة ب التنزه عن البول ج ١ ص ٢٨ ، سنن ابن ماجة ج ١ ص ١٥ ح ٣٩.