مكة ـ إلى أن قال ـ : وكان فاضلا عاقلا ، حاضر الجواب فصيحا ، وكان متشيعا في علي رضي الله عنه ، وقال : قدم ابوالطفيل يوما على معاوية فقال : كيف وجدك على خليلك ابي الحسن؟ قال : كوجد ام موسى على موسى ، وأشكو إلى الله التقصير ؛ وقال له معاوية : كنت فيمن حصر عثمان قال : لا ولكني كنت فيمن حضره ؛ قال : فما منعك من نصره؟ قال : وأنت فما منعك من نصره؟ إذ تربصت به ريب المنون ، وكنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد ، فقال له معاوية : أو ما ترى طلبي لدمه نصرة له ، قال : إنك لكما قال أخو جعف :
لالفينك بعد الموت تندبني |
|
وفي حياتي ما زودتني زادا (٢٦٧) |
روى عنه كل من الزهري ، وابي الزبير ، والجريري ، وابن ابي حصين ، وعبدالملك بن ابجر ، وقتادة ، ومعروف ، والوليد بن جميع ، ومنصور بن حيان ، والقاسم بن ابي بردة ، وعمرو بن دينار ، وعكرمة ابن خالد ، وكلثوم بن حبيب ، وفرات القزاز ، وعبدالعزيز بن رفيع ، فحديثهم جميعا عنه موجود في صحيح مسلم (٢٦٨) ، وقد روى ابو الطفيل عند مسلم في الحج عن رسول الله ، وروى صفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى في الصلاة ودلائل النبوة عن معاذ بن
____________________________________
(٢٦٧) الاستيعاب لابن عبدالبر بهامش الاصابة ج ٤ ص ١١٥.
(٢٦٨) روى عنه في : صحيح مسلم ك الفضائل ب كان النبي مليح الوجه ج ٢ ص ٣٣١ ، صحيح البخاري ك العلم ب من خص بالعلم ج ١ ص ٤١ ، صحيح الترمذي ج ٥ ص ٢٩٧ ح ٣٧٩٧ ، سنن ابي داود ج ٤ ص ٢٦٧ ح ٤٨٦٤ ، سنن ابن ماجة ج ١ ص ٧٩ ح ٢١٨.