بني عبدالقيس ، (قال) فأما زيد فكان من خيار الناس ؛ روي في الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال ، زيد الخير الاجذم ، وجندب ما جندب ، فقيل يا رسول الله اتذكر رجلين؟ فقال : اما احدهما فتسبقه يده إلى الجنة بثلاثين عاما ، واما الآخر فيضرب ضربة يفصل بها بين الحق والباطل ـ (قال) فكان أحد الرجلين زيد بن صوحان شهد يوم جلولاء ، فقطعت يده ، وشهد مع علي يوم الجمل ، فقال : يا أمير المؤمنين ما أراني إلا مقتولا ؛ قال : وما علمك بذلك يا أبا سلمان؟ قال : رأيت يدي نزلت من السماء وهي تستشيلني ، فقتله عمرو بن يثربي ، وقتل أخاه سيحان يوم الجمل (٢٥٥). قلت : لا يخفى أن إخبار النبي ، صلى الله عليه وآله وسلم ، بتقدم يد زيد على سائر جسده وسبقها إياه إلى الجنة ، معدود عند المسلمين كافة من أعلام النبوة ، وآيات الاسلام ، وأدلة اهل الحق ، وكل من ترجم زيدا ذكر هذا ، فراجع ترجمته من الاستيعاب والاصابة وغيرهما ، والمحدثون أخرجوه بطرقهم المختلفة فزيد ـ على تشيعه ـ مبشر بالجنة ، والحمد لله رب العالمين. وصعصعة بن صوحان ، ذكره العسقلاني في القسم الثالث من إصابته. فقال : له رواية عن عثمان وعلي ، وشهد صفين مع علي ، وكان خطيبا فصيحا ، وله مع معاوية مواقف ، (قال) وقال الشعبي : كنت أتعلم منه الخطب (١) وروى عنه
__________________
(١) قيل للشعبي ـ كما في ترجمة رشيد الهجري من ميزان الذهبي ـ : ما لك تعيب أصحاب علي وإنما علمك عنهم؟ قال : عمن؟ فقيل له عن الحارث وصعصعة ، قال : أما صعصعة فكان خطيبا تعلمت منه الخطب ، وأما الحارث فكان حاسبا تعلمت منه الحساب. (منه قدس)
____________________________________
(٢٥٥) المعارف لابن قتيبة ص ٤٠٢.