ربيع الثاني سنة خمس وستين ، ثم ساروا إلى عبيدالله بن زياد ، فالتقوا بجنوده في أرض الجزيرة فقتتلوا اقتتالا شديدا حتى تفانوا ، واستشهد يومئذ سليمان في موضع يقال له عين الوردة ، رماه يزيد بن الحصين بن نمير بسهم فقتله ، وهو ابن ثلاث وتسعين سنة ، وحمل رأسه ورأس المسيب بن نجبة إلى مروان بن الحكم ، وقد ترجمه ابن سعد في الجزء ٦ من طبقاته وابن حجر في القسم الاول من اصابته ، وابن عبد البر في استيعابه (٢٢٤) ، وكل من كتب في أحوال السلف وأخبار الماضين ترجموه وأثنوا عليه بالفضل والدين والعبادة ، وكان له سن عالية ، وشرف وقدر وكلمة في قومه ، وهو الذي قتل حوشبا مبارزة بصفين ، ذلك الطاغية من أعداء أمير المؤمنين ، وكان سليمان من المستبصرين بضلال أعداء أهل البيت. احتج به المحدثون ، وحديثه عن رسول الله صلى الله عليه وآله بلا واسطة ، وبواسطة جبير بن مطعم موجود في كل من صحيحي البخاري ومسلم (٢٢٥) وقد روى عنه في كل من الصحيحين ابواسحاق السبيعي ، وعدي ابن ثابت ، ولسليمان في غير الصحيحين عن أمير المؤمنين ، وابنه الحسن المجتبى ، وأبي. وروى عنه في غير الصحيحين يحيى بن يعمر ، وعبدالله ابن يسار ، وغيرهما.
____________________________________
(٢٢٤) الطبقات الكبرى لابن سعد ج٦ ص٢٥ ، الإصابة لابن حجر العسقلاني ج٢ ص٧٤ط مصطفى محمد بمصر وج٢ ص٦٩ ط السعادة ، الاستيعاب بذيل الإصابة ج٢ ص٦١ ط مصطفى محمد وج٢ ص٦٣ ط السعادة.
(٢٢٥) روي عنه في : صحيح البخاري ك الغسل ب من أفاض على رأسه ثلاثاً ١ ص ٦٩ ، صحيح مسلم ك الطهارة ب استحباب إفاضة الماء ج١ ص١٤٦.