أبي داود السبيعي ، عن عمران بن حصين ، قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلي إلى جنبه ، إذ قرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم : (أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الارض) ، فارتعد علي ، فضرب النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده على كتفه ، وقال : « ولا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق(١٨٤) إلى يوم القيامة » أخرجه المحدثون كمحمد بن كثير ، وغيره عن الحارث بن حصيرة ، ونقله الذهبي في ترجمة نفيع بن الحارث بهذا الاسناد ، وحين أتى في أثناء السند على ذكر الحارث بن حصيرة ، قال : صدوق لكنه رافضي (١٨٥).
١٩ ـ الحارث بن عبدالله ـ الهمداني ، صاحب أمير المؤمنين وخاصته ، كان من أفضل التابعين، وأمره في التشيع غني عن البيان ، وهو أول من عدهم ابن قتيبة في معارفه ، من رجال الشيعة ، وقد ذكره الذهبي في ميزانه (١٨٦) : فاعترف بأنه من كبار علماء التابعين ، ثم نقل عن ابن
____________________________________
(١٨٤) قول الرسول (ص) لعلي (ع) : « لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق » يوجد في : صحيح الترمذي ج ٥ ص ٣٠٦ ح ٣٨١٩ ، سنن النسائي الشافعي ج ٨ ص ١١٦ ، ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٤٧ ط اسلامبول وص ٥٢ ط الحيدرية وج ١ ص ٤٥ ط العرفان صيدا ، مجمع الزوائد للهيثمي ج ٩ ص ١٣٣ ، ذخائر العقبى للطبري ص ٩١ ، تذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص ٢٨. وسوف تأتي بقية مصادره تحت رقم (٨٨٤) فراجع.
(١٨٥) الميزان للذهبي ج ١ ص ٤٣٢.
(١٨٦) المعارف لابن قتيبة ص ٦٢٤ ، الميزان للذهبي ج ١ ص ٤٣٥ ، الملل والنحل للشهرستاني بهامش الفصل ج ٢ ص ٢٧ ط بيروت.