أَظمأُ وإِبل ظُمْؤٌ : سُود انتهى ، وعين (١) ظَمْأَى : رَقيقة الجفن وساق ظَمْأَى : مُعْتَرِقَة اللحْمِ. وفي الصحاح والعباب ويقال للفرس إِنَّ فُصُوصَه لَظِمَاءٌ كَكِتاب أَي لَيْسَتْ بِرَهِلَةِ (٢) مُسْتَرْخِيَة لَحِيمةٍ كَنِيزة (٣) اللحم وفي بعض النسخ مُرَهَّلَة كمُعَظَّمة ، وفي الأَساس : ومفَاصِلُ ظِمَاءٌ ، أَي صِلاب لا رَهَلَ فيها ، من باب المجاز ، والعجب من المؤَلف كيف لم يَردَّ على الجوهريّ في هذا القول على عادته ، وقد ردّ عليه الإِمام أَبو محمد بن بَرّيّ رحمهالله تعالى وقال : ظِمَاء هاهنا من باب المعتلِّ اللام ، وليس من المهموز ، بدليل قولهم سَاقٌ ظَمْيَاءُ أَي قَلِيلة اللحم ، ولما قال أَبو الطَّيّب قَصيدَتَه التي منها :
فِي سَرْجِ ظَامِيَةِ الفُصُوصِ طِمِرَّةٍ |
|
يَأْبَى تَفَرُّدُها لها التَّمْثِيلَا |
كان يقول : إِنما قلتُ ظامِيَة بالياء من غير همز ، لأَني أَردت أَنها ليست بِرَهِلَةٍ كَثيرة اللحْمِ ، ومن هذا قولُهم رُمْحٌ أَظْمَى وشَفَةٌ ظَمْيَاءُ انتهى ، ولكن في التهذيب : ويقال للفرس إِذا كان مُعَرَّقَ الشَّوَى إِنه لأَظْمَى الشَّوَى وأَنَّ فُصُوصهَ لَظِمَاء إِذا لم يَكن فيها رَهَلٌ وكانت مُتَوَتِّرةً ، ويحمد ذلك فيها ، والأَصل فيها الهمز ، ومنه قولُ الرّاجزِ يَصِفُ فَرساً ، أَنشده ابنُ السِّكّيت :
يُنْجِيه مِنْ مِثْلِ حَمَامِ الأَغْلَالْ |
|
وَقْعُ يَدِ عَجْلَى وَرِجْلٍ شِمْلَالْ |
ظَمْأَى النَّسَا مِنْ تَحْتُ رَيَّا مِنْ عَالْ |
أَي مُمْتَلِئَة اللحْمِ (٤) ، انتهى.
وظامئ : اسم سيف عَنترة بن شَدَّاد.
والتركيب يدلُّ على ذبول وقِلَّةِ ماءٍ.
[ظوأ وظيأ] : الظَّوْأَة هو الرجُلُ الأَحمَقُ ، كالظَّاءَةِ (٥) عن ابن الأَعرابيّ.
ويقال ظَيَّأه تَظْيِيئاً إِذا غَمَّه وحَنَّقه ، عن ابن الأَعرابيّ أَيضاً ، وقد فرَّق بينهما الصاغانيُّ فذكر الظَّوْأَةَ في ظوأَ وظَيَّأَه في ظَيَأَ.
فصل العين
المهملة مع الهمزة
[عبأ] : العِبْءُ بالكسر : الحِمْلُ من المتاع وغيرِه ، وهُما عِبْآنِ والثِّقْلُ من أَيّ شيء كانَ والجمع الأَعْبَاءُ وهي الأَحمال والأَثقال ، وأَنشد لزُهَيْرٍ :
الحَامِلُ العِبْءَ الشَّقِيلَ عَنِ الْ |
|
جَانِي بِغَيْرِ يَدٍ وَلَا شُكْرِ |
ويروى : لِغَيْرِ يَد ولا شُكْرِ ، وقال الليث : العِبْءُ : كلُّ حِمْلٍ من غُرْمٍ أَو حَمَالَةِ والعِبْءُ أَيضاً : العِدْلُ وهما عِبْآنِ ، والأَعْبَاء : الأَعْدَالُ المِثْلُ والنَّظِيرُ ، يقال : هذا عِبْءُ هذا أَي مِثْله ويُفْتَح أَي في الأَخير كالعِدْل والعَدْلِ ، والجمعُ من كلِّ ذلك أَعْبَاء.
وقال ابن الأَعرابي : العَبْءُ بالفَتْحِ : ضِيَاءُ الشمسِ وعن ابن الأَعرابي : عَبَأَ وجْهُه يَعْبَأُ (٦) إِذا أَضاءَ وجْهُه وأَشْرَقَ ، قال : والعَبْوَةُ : ضَوْءُ الشمس : جمعه عِبَاء (٧) ويقال فيه عَبٌ مقصوراً كَدَمٍ ويَدٍ ، وبه سُمِّيَ الرجلُ ، قاله الجوهريّ ، قال ابنُ الأَعرابي : لا يُدْرَى أَهوَ أَي المهموز لغةٌ في عَبِ الشَّمْسِ أَي المقصور أَم هو أَصله ، قال الأَزهري : وروى الرِّياشي وأَبو حاتم معاً قالا : أَجمَعَ أَصحابُنَا على عَبِ الشمسِ أَنه ضَوْؤُها ، وأَنشدا في التخفيف :
إِذَا ما رَأَتْ شَمْساً عَبُ الشَّمْسِ شَمَّرَتْ |
|
إِلى مِثْلِها (٨) والجُرْهُمِيُّ عَمِيدُهَا |
قالا : نَسبه إِلى عَبِ الشَّمْسِ وهو ضَوْؤُها ، قالا : وأَما عَبْدُ شَمْس من قُريشٍ فغيرُ هذا ، قال أَبو زيد : يقال : هم عَبُ الشَّمْسِ ورأَيْتُ عَبَ الشَّمْس ومررتُ بِعَبِ الشَّمْسِ يريدون ، عَبْدَ شمسٍ. قال : وأَكثر كلامهم رأَيْتُ عَبْدَ
__________________
(١) في الأساس واللسان : عين ظمياء : رقيقة الجفن ، وساق ظمياء : قليلة اللحم. وفي المحكم : معترقة اللحم.
(٢) ضبط اللسان : برَهْلةٍ.
(٣) اللسان : كثيرة اللحم.
(٤) عبارة اللسان : فجعل قوائمه ظِماء. وسراةٌ ريّاً أي ممتلئة من اللحم.
(٥) القاموس : كالظّيْأة. وفي اللسان (ضيا) : الظياة الرجل الأحمق.
(٦) اللسان : عبا وجهه يعبو.
(٧) اللسان : عِباً.
(٨) في اللسان : «رملها».