مَرّ (١) ، والأوْسُ والخَزرجُ بيثرِبَ ، وآلُ جَفْنَةَ (٢) بأَرض الشأْمِ ، وآلُ جَذِيمَةَ الأَبَرشِ بالعراق :
وفي التهذيب : قولُهم ذَهَبُوا أَيادِي (٣) سَبَا ، أَي مُتفرِّقِينَ ، شُبِّهوا بأَهْل سَبَإٍ لمَّا مَزَّقَهم الله في الأَرضِ كُلَّ مُمَزَّق فأَخذَ كُلُّ طائفةٍ منهم طَرِيقاً على حِدَة ، واليَدُ : الطَّرِيقُ ، يقال : أَخذ القَوْمُ يَدَ بَحْرٍ ، فقيلَ للقومِ إِذا تفرَّقوا في جِهاتٍ مُختلِفةٍ : ذَهبوا أَيدِي سَبَا ، أَي فَرَّقَتْهم طُرقُهم التي سَلَكُوها كما تَفرَّق أَهلُ سَبإٍ في مَذاهِبَ شَتَّى.
وقال ابنُ الأَعرابيّ : يقال : إِنك تُرِيدُ سُبْأَةً ، بالضَّمِّ أَي إِنك تريد سَفَراً بَعيداً يُغيِّرُك ، وفي التهذيب : السُّبْأَةُ : السَّفَر البَعِيد ، سُمِّي سُبْأَةً ، لأَن الإِنسانَ إِذا طالَ سفَرُه سَبَأَتْه الشمسُ ولَوَّحَتْه ، وإِذا كان السفرُ قَرِيباً قيل : تُرِيدُ سَرْبَةً.
* ومما بقي على المؤلف من هذه المادة : سبَأَ عَلَى يَمينٍ كَاذبةٍ يَسْبَأُ سَبْأً : حَلَفَ ، وقيل : سَبَأَ عَلَى يمِين يَسْبَأُ سَبْأً : مَرَّ عَلَيْهَا كاذِباً غير مُكْتَرِثٍ بها ، وقد ذَكرهما صاحبُ المحكم والصحاح والعُباب.
وصالح بن خَيْوَان (٤) السَّبَائِي ، الأَصحّ أَنه تابعي ، وأَحمد بن إِبراهيم بن محمد بن سَبَإ الفقيهُ اليمنيُّ من المتأَخرين.
[سبتأ] : المُسْبَنْتَأُ (٥) مَهموزٌ مقصورٌ (٦) وفي بعض النسخ مهموزاً مقصوراً ، قال ابنُ الأعرابيّ : هو مَن يكون رَأْسُهُ طَويلاً كالكُوخِ بالضم ، بيتٌ مُسَنَّم من القَصَب وسيأْتي.
[سخأ] : سَخَأَ النَّارَ كجَعَلَ يَسْخَؤُها سَخْأً أَي جَعَل لها مَذْهَباً مَوْضِعاً تَذهب إِليه تَحْتَ القِدْرِ كَسَخَاها وسَخِيهَا ، معتلَّان ، عن الفراء ، وسيأْتي ، وزاد الصغاني : والعُودُ من الأَوّل مِسْخأٌ على مِفْعَلٍ ، ومن الثاني والثالث مِسْخَاءٌ على مِفْعالٍ.
[سدأ] : السِّنْدَأْوُ كَجِرْدَحْلٍ وَالسِّنْدَأْوَةُ بِهاءٍ يقال : رجل سِنْدَأْوَةٌ وسِنْدَأْوٌ ، قال الكسائيّ : هو الخَفيفُ ، وقيل : هو الجَرِيءُ أَي الشديد المُقْدِمُ قال الشاعر :
سِنْدَأْوَةٌ مِثْلُ العَتِيقِ الجَافِرِ (٧) |
|
كأَنَّ تَحْتَ الرَّحْلِ ذي المَسَامِرِ |
قَنْطَرَةٌ أَوْفَتْ على القَنَاطِرِ |
وقيل : هو القَصِير وقيل : الدَّقِيقُ الجِسْمِ بالدال المهملة ، وفي بعض النسخ بالراء مَع عِرَضِ رَأْسٍ ، كلّ ذلك منقولٌ عن السيرافي ، وقيل : هو العَظِيمُ الرَّأْسِ ، والسِّنْدَأْوَةُ : الذِّئْبَةُ وناقة سِنْدَأْوَة : جَرِيئة وَزْنُه فِنْعَلْوٌ إِشارة إِلى أَن النون والواو زائدتان ، وقيل : الزائد الهمزة والواو فوزنه فِعْلأْوٌ ج سِنْدَأْوُونَ وهو جمع مذكّر على غير شَرْطه ، لأَنه جارٍ على غير العاقل ، وليس علَماً ولا صفةً إِلا بضَرْبٍ من التأْويل ، قاله شيخنا (٨).
[سرأ] : السَّرْءُ والسَّرْأَةُ بفتحهما ، اقتصر عليه في المحكم : بَيْضَةُ الجَرادِ والضّبِّ والسَّمكةِ وما أَشبهه وتُكْسَرُ سِينهما في قولٍ أَو هي أَي الكلمة بِالكَسْرِ وعليه اقتصر في الصحاح ، وصحّحه الأَكثرون ، قال عليُّ بن حمزة الأَصبهانيُّ : السِّرْأَةُ ، بالكسر : بيضُ الجرادِ ويقال سِرْوَة ، وأصلها الهمز ، وقيل لا يقال ذلك حتى تُلْقيَاهُ وجَرَادَةٌ سَرُوءٌ على فَعُولٍ ، قال الليث : وكذلك سَرْءُ السمكَةِ وما أَشبهه من البيض ، فهي سَرُوءٌ ، والواحدة سَرْأَة ، قال الأَصمعي الجراد يكون سَرْأً وهو بَيْض (٩) فإِذا خرجت سَوداءَ فهي دَباً ، وضَبَّةٌ سَرُوءٌ على فَعُول وضِبَابٌ سُرُؤٌ على فُعُلٍ ، وهي التي بَيْضُها في جَوْفِهَا لم تُلْقِه ، وقيل لا يسمى البيض سَرْأً (١٠) حتى تُلْقِيَه ، وَسَرَأَت الضَّبَّةُ : باضَتْ ج سُرُءٌ كَكُتُب قال الأَصبهانيُّ : وسَرَأَت الجرادةُ تَسْرأُ سَرْأً فهي سَرُوءٌ : باضت ، والجَمع سُرُوءٌ وسُرَّأٌ كَرُكَّعٍ نادِرَةٌ فلا يُكَسَّرُ فَعُولٌ على فَعَّلٍ بتشدِيد العين ، وَسَرَأَت[كمنَعَت (١١)] الجرادةُ تَسْرَأُ سَرْأً : بَاضَتْ وقال أَبو عبيد عن الأَحمر : أَي أَلْقَتْ بَيْضَهَا ، قال :
__________________
(١) في ابن هشام : نزلت خزاعة مرّاً (وهو الذي يقال له مر الظهران ـ موضع على مرحلة من مكة).
(٢) وهم آل جفنة بن عمرو بن عامر.
(٣) اللسان عن التهذيب : أيدي.
(٤) في المطبوعة المصرية «خيران» وما أثبتناه عن ثقات العجلي وابن حبان. تابعي مصري ثقة من الرابعة.
(٥) اللسان «المسنتأ». وأشار في الهامش إلى ما ذكر في القاموس.
(٦) في القاموس : مقصوراً ممدوداً.
(٧) بهامش المطبوعة المصرية : قوله مثل العتيق لعله الفنيق وهو الفحل المكرم كما في الصحاح.
(٨) زيد في اللسان : والسند أو : الفسيح من الإبل في مشيه.
(٩) بالأصل : «سروأ وهي بيض» أثبتنا ما وافق اللسان.
(١٠) الأصل «سروأ» أثبتنا ما وافق اللسان.
(١١) عن القاموس.