ومن المجاز خَطَأَتِ القِدْرُ بِزَبَدِها ، كَمَنَع : رَمَتْ به (١) عند الغَلَيانِ. ويقال : تَخَاطَأَه حكاه الزجاجي وتَخَطَّأَهُ وتَخَطَّأَ له ، أَي أَخْطَأَه.
قال أَوْفَى بنُ مَطَر المازِنيُّ :
أَلَا أَبْلِغَا خُلَّتِي جَابِراً |
|
بِأَنَّ خَلِيلَكِ لَمْ يُقْتَلِ |
تَخَطَّأَتِ النَّبْلُ أَحْشاءَهُ |
|
وَأُخِّرَ يَوْمِي فَلَمْ يَعْجَلِ |
ومن المجاز المُسْتَخْطِئَةُ من الإِبل : النَّاقَة الحائلُ يقال استخطَأَتِ الناقةُ ، أَي لم تَحْمِل.
والتركيب يدُلُّ على تَعدّي الشيءِ وذَهابِه عنه.
* ومما يستدرك عليه :
أَخطأَ الطريقَ : عدَلَ عنه ، وأَخطأَ الرامي الغَرَضَ : لم يُصِبْه ، وأَخطَأَ نَوْؤُهُ إِذا طَلب حاجَتَه فلم يَنْجَح ولم يُصِبْ شيئاً ، وخَطَّأَ اللهُ نَوْءَهَا أَي جَعَله مُخْطِئاً لها لا يُصِيبها مَطَرُه ، ويروى بغير همز ، أَي يتخطَّاها ولا يُمْطِرُهَا ، ويحتمل أَن يكون من الخَطِيطة ، وهي الأَرض التي لم تُمْطَر ، وأَصله خطّط ، فقلبت الطاء الثالثة حرْفَ لِينٍ.
وعن الفراء : خَطِئَ السهْمُ وخَطَأَ ، لغتان (٢).
والخِطْأَة : أَرضٌ يُخْطِئُها المَطَر ويُصِيب أُخرى قُرْبَها.
ويقال : خُطِّئَ عنك السُّوء إِذا دَعَوْا له أَن يُدْفَع عنه السُّوءُ ، قاله ابنُ السكيت.
وقال أَبو زيد : خَطَأَ عَنك السُّوء أَي أَخطأَك البلاءُ (٣).
ورجل خَطَّاءٌ إِذا كان ملازماً للخَطايا غيرَ تاركٍ لها.
وذكر الأَزهريُّ في المعتل في قوله تعالى :
(وَلا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ) (٤).
قال : قرأَ بعضهم خُطُآتِ ، من الخَطِيئة : المَأْثَمِ (٥) ، ثم قال أَبو منصور : ما عَلِمْتُ أَحداً من قُرَّاءِ الأَمصار قَرَأَه بالهمز ، ولا معنى له.
ويقال : خَطِيئَةُ يوم يَمُرُّ بي أَلَّا أَرى فيه فُلاناً ، وخَطِيئَةُ لَيْلَةٍ تَمُرُّ بي أَلَّا أَرَى فُلاناً في النَّوْمِ ، كقولك : طِيلُ لَيْلَةٍ وطِيلُ يومٍ.
وتَخَطَّأْت له في المسأَلة إِذا تَصدَّيْتَ له طالباً خَطَأَهُ ، وناقَتُكَ من المُتَخَطِّئَاتِ الجِيَف.
[خفأ] : خَفَأَه كمنَعَه : صَرَعَه ، كذا في اللسان ، ومثله لابن القطّاع وابن القُوطِيّة ، وفي التهذيب : خفأَه إِذا اقْتلَعَه فَضَرَب به الأَرضَ مثل جَفَأَه ، كذا عن الليث ، قال الصاغاني : وإِليه وجَّه بعضُهم قولَه صلىاللهعليهوآلهوسلم حين سُئِل : متى تَحِلُّ لنا المَيْتَةُ؟ فقال : «ما لَمْ تَصْطَبِحُوا أَو تَغْتَبِقُوا أَو تَخْتَفِئُوا بها بَقْلاً فشأْنَكُم بها» وفي الحديث عِدَّة روايات.
ويقال : خَفَأَ فلانٌ بَيْتَه أَي قَوَّضَه فأَلقاه على الأَرض. وخَفَأَ القِرْبَةَ أَو المَزادة إِذا شَقَّها فجَعَلَها على الحَوْضِ لِئَلَّا تُنَشِّفَ الأَرْضُ مَاءَه وعبارة العُباب : إِذا كان الماء قليلاً تُنَشِّفُه الأَرضُ.
[خلأ] : خَلأَتِ الناقَةُ كمَنَعَ خَلْأَ بفتح فسكون ، وضبط في شَرْحِ المُعَلَّقات بكسر فسكون وخِلَاءً كَكِتاب ، كذا هو مضبوط عندنا ، وبه صَرَّحَ الجوهريُّ وابن القُوطِيَّة وابنُ القطَّاع وعياض وابن الأَثير والزمخشري والهَروي ، وفي بعض النسخ بالفتح كَسَحَابٍ ، وبه جزم كثيرون ، وفي شرح المُعَلَّقَات قال زُهير يَصِف ناقَتَه :
بِآرِزَةِ الفَقَارَةِ لَمْ يَخُنْهَا |
|
قِطَافٌ فِي الرِّكَابِ وَلَا خِلَاءُ |
وكان يعقوب وابنُ قادم وغيرُهما لا يعرفون إِلّا فتح الخاء ، وكان أَحمد بنُ عُبيد يَرْويه بالكسر ويحكى ذلك عن أَبي عمرو. وخُلوءًا كقُعودٍ فهي خَالِئُ بغيرِ هَاءٍ ، قاله اللِّحيانيُّ. وخَلُوءٌ كَصَبُور : بَرَكَتْ وحَرَنَتْ من غير عِلَّةٍ ، كما يقال في الجَمَل : وفي الفرس : حَرَن ، وفي الصحاح والعباب : حَرَنَتْ وبَرَكَتْ ، وروى المِسْوَر بن مَخْرَمَةَ ومروان بن الحَكم رضياللهعنهما أَن عامَ الحُدَيْبيَةِ قال
__________________
(١) الأساس : قذفت به.
(٢) كذا بالأصل واللسان ، والذي في التهذيب عن الفراء عن أبي عبيدة وكذا في الصحاح عن أبي عبيدة خطىء وأخطأ لغتان بمعنى واحد لمن يذنب على غير عمد ، وقال غيره خطىء في الدين وأخطأ في كل شيء عامداً كان أو غير عامد وقيل خطىء إذا تعمد.
(٣) المطبوعة المصرية : «أخطأه البلاء» أثبتنا ما يوافق اللسان.
(٤) البقرة : ١٦٨ و ٢٠٨ والأنعام ١٤٢.
(٥) في العين : ومن خفف قال : خطوات أي أثار الشيطان.