ويقال للمَخْرَجِ : مَخْرُؤَةٌ ومَخْرَأَةٌ وقال أَبو عُبَيْدٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بن عبد الرحمن الهَرَوِيُّ : الاسم من خَرِئَ : الخِراء ، بالكسر ، حَكاه عن الليْثِ ، قال : وقال غيرُه : جمعُ الخِرَاء : خُرُوءٌ ، كذا في العُباب ، وقال شيخُنا : وقيل : هو اسمٌ للمصادِر كالصِّيامِ اسم للصَّوْمِ ، كما في المصباح ، وقيل هو مصدرٌ ، وقيل : هو جَمْعٌ لخَرْءٍ ، بالفتح ، كسَهْمٍ وسِهامٍ.
* ومما يستدرك عليه :
مَخْرَأٌ كمَفْعَل أَو كمُحْسِن جاءَ ذِكره في غَزْوة بَدْرٍ مَقروناً بمسْلح (١) على وزنه ، يقال : إِنهما جَبَلانِ بينهما القَرْيَة ، المعروفة بالصَّفراءِ قُرْب بَدْرٍ.
[خسأ] : خَسَأَ الكلْبَ ، كمنع إِذا طَردَه وأَبعده ، وقال الليث : زَجَره خَسْأً بفتح فسكون وخُسُوءًا كقُعودٍ وخَسَأَ الكلْبُ نفْسُه : بَعُدَ ، يتعدّى ولا يتعدى كانْخَسَأ وخَسِئَ مثل جَبَرْتُه فجَبَر ، ورجَعْته فَرجَع ، وقال :
كَالكَلْبِ إِنْ قِيلَ لَه اخْسَإِ انْخَسَأْ
وأَما قولهم : اخْسَأْ إِلَيْكَ ، أَي اخْسَأْ عَنِّي ، فهو من المجاز ، وقال الزّجَّاجُ في قوله تعالى : (قالَ اخْسَؤُا فِيها وَلا تُكَلِّمُونِ) (٢) معناه تَبَاعُدُ سَخَطٍ ، وقال ابن إِسحاق لِبَكْر بن حَبيب (٣) : ما أَلْحَنُ في شيء ، فقال : لا تَفْعَل ، فقال : فَخُذْ [علي] (٤) كَلمةً ، فقال : هذه واحدةٌ ، قل : كَلمَةْ ، ومرَّت به سنَّوْرَةٌ ، فقال لها : اخْسَأْ (٥) ، فقال : أَخطأْتَ ، إِنما هو اخْسَئي.
ومن المجاز عن أَبي زيدٍ خَسَأَ البَصَرُ خَسْأً وخُسُوءًا أَي سَدِرَ وكَلَّ ، ومنه قوله تعالى : (يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خاسِئاً) (٦) وقال الزجاج : أَي صاغِراً وقيل : مُبْعَداً ، أَو هو فاعِلٌ بمعنى مَفعولٍ ، كقوله تعالى.
(فِي عِيشَةٍ راضِيَةٍ) (٧) أَي مَرْضِيَّة.
والخاسئُ من الكلابِ والخنازيرِ : المُبْعَد المَطرودُ الذي لا يُتْرَك أَن يَدْنُو من الناسِ وكذلك من الشياطين. والخاسئُ : الصاغرُ القَمِيءٌ.
والخَسِيءُ ، كأَميرٍ : الرديءُ من الصُّوف ، وبه صَدَّر في العُباب.
ومن المجاز : خَاسَئُوا وتَخَاسَئُوا إِذا تَرَامَوْا بينهم بالحِجارةِ وكانت بينهم مُخَاسَأَةٌ ، والتركيبُ يَدُلُّ على الإِبعادِ.
[خطأ] : الخَطْءُ بفتح فسكون مثل وَطْء ، وبه قرأَ عُبيد بن عُمَير والخَطَأُ محركة والخَطَاءُ بالمدّ ، وبه قرأَ الحَسن والسُّلَمي وإِبراهيم والأَعمش في النِّساء ضدّ الصَّوَابِ وقد أَخطَأَ اخْطَاءً على القياس ، وفي التنزيل : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُناحٌ فِيما أَخْطَأْتُمْ بِهِ) (٨) عدّاه بالباء لأَنه في معنى عَثَرتم أَو غَلِطْتُم وقال رُؤْبَةُ :
يَا رَبِّ إِنْ أَخْطَأْتُ أَوْ نَسِيتُ |
|
فَأَنْتَ لَا تَنْسَى وَلَا تَمْوتُ |
وحكى أَبو عليٍّ الفارسيّ عن أَبي زيد : أَخْطَأَ خَاطِئَةً جاءَ بالمصدر على لفظ فاعِلَةٍ ، كالعافِيَة والجَازِيَة ، وهو مَثَلٌ من الثلاثيّ نادِرٌ ، ومن الرباعي أَكثَرُ نُدْرَةً ، وفي التنزيل العزيز : (وَالْمُؤْتَفِكاتُ بِالْخاطِئَةِ) (٩).
وتَخَطَّأَ كأَخطأَ وخَطِئَ وقال أَبو عُبيد : خَطِئَ وأَخطأَ لغتان بمعنًى واحدٍ ، وأَنشد لامرىء القيس :
يَا لَهْفَ هِنْدٍ اذْ خَطِئْن كَاهِلَا |
|
القَاتِلِينَ المَلِكَ الحُلَا حِلَا |
هند هي بنت ربيعة بن وَهْب ، كانت تحت حُجْر أَبي امرِئ القَيس ، فخلف عليها امرؤُ القَيْس ، أَي أَخطأَت الخيلُ بني كاهلٍ وأَوقَعْن ببني كنانة ، قال الأَزهري : ووجْهُ
__________________
(١) ذكر البكري : مسلح بضم أوله وإسكان ثانيه وكسر اللام جبل لبني النار وبني حراق ... ولهم جبل آخر يقال له مُخرِىء وهما جبلا الصفراء ، كره رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المرور عليهما في طريقه ... في مسيره الى بدر وسلك ذات اليمين.
وفيه المسلح بكسر أوله وإسكان ثانيه وفتح اللام. منزل على أربعة أميال من مكة. (معجم ما استعجم).
(٢) سورة المؤمنون الآية ١٠٨.
(٣) اللسان : ابن أبي إسحاق لبُكير بن حبيب.
(٤) عن اللسان.
(٥) اللسان : اخْسَيْ.
(٦) سورة الملك الآية : ٤.
(٧) سورة الحاقة الآية ٢١ والقارعة الآية ٧.
(٨) سورة الأحزاب الآية ٥.
(٩) سورة الحاقة الآية ٩.