فاسْتَدْلَلْتُهُ على ذلكَ ، فاعْتَصَمَ بأنَّها خُلِطَتْ باللَّامِ بَعْدَها وَوُقِفَ عليها ، فصارت اللامُ كأنَّها جزءٌ منها ، فَصَارَتْ (يَالَ) بِمَنزِلَةِ (قَالَ) ، والألِفُ فى مَوْضِعِ العَيْنِ وهِىَ مَجْهولَةٌ ، فَيَنْبَغِى أَنْ يُحْكَمَ عَلَيْها بالانْقِلابِ عَنِ الواوِ ، وأَرَادَ : يَا لَبَنِى فلانٍ ونَحْوَهِ.
الياء والواو
و ى
* وَىْ : حَرْفٌ معناه التَّعَجُّبُ ، ويُقالُ : وَيْكَأَنَّه ، ويُقالُ : وَىْ بِكَ ، وَوَىْ بعبدِ اللهِ. وأَمَّا قَوْلُه تَعالَى : (وَيْكَأَنَ اللهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ) [القصص : ٨٢] فَزَعَمَ سيبَوَيْهِ أَنَّها وَىْ مَفْصُولَةٌ مِنْ كأنَّ ؛ قالَ : والمَعْنَى وقَعَ على أَنَّ القَوْمَ انْتَبَهُوا فَتَكَلَّموا عَلَى قَدْرِ عِلْمِهِمْ ، أَوْ نُبِّهوا فَقِيلَ لَهُمْ : أَمَا يُشْبِهُ أنْ يكونَ عندكُمْ هذا كَهَذَا ، والله تعالى أعلم. قالَ : وأَمَّا المُفَسِّرونَ فقالوا : أَلَمْ تَرَ ، وأنْشَدَ :
وَيْكَأَنْ مَنْ يَكُنْ لَهُ نَشَبٌ يُحْ |
|
بَبْ ومَنْ يفتقر يَعِشْ عَيْشَ ضُرِّ |
(١) وقال ثَعْلبٌ : بَعْضُهم يقول : معناه : اعْلَمْ ، وبَعْضُهم يقولُ : معناه : وَيْلَكَ ، وحكى أبو زَيْدٍ عَنِ العَربِ : وَيْكَ بمعنى وَيْلَكَ ، فهذا يُقَوِّى ما رواهُ ثَعْلَبٌ.
ومما ضوعف من فائه ولامه
ي و ى
* اليَاءُ ، حَرْفُ هِجاءٍ ، وهو حَرْفٌ مَجْهورٌ يكونُ أَصْلاً وبَدَلاً وَتَصْغِيرُها : يُوَيَّةٌ.
* وقَصِيدَةٌ يَاوِيَّةٌ : على اليَاءِ (٢). وقال ثَعْلَبٌ : يَاوِيَّةٌ ويَائِيَّةٌ جميعًا ، وكذلك أَخَواتُها ، فأَمَّا قولُهم : يَيَّيْتُ ياءً فكانَ حُكْمُهُ يَوَّيْتُ ، ولَكِنَّه شَذَّ.
__________________
(١) البيت لزيد بن عمرو بن نفيل فى خزانة الأدب ٦ / ٤٠٤ ، ٤٠٨ ، والدرر ٥ / ٣٠٥ ، ولسان العرب (وا) ، (ويا) ، وبلا نسبة فى الجنى الدانى ص ٣٥٣ ، والخصائص ٣ / ٤١.
(٢) نقل فى لسان العرب كلام ابن سيده على النحو التالى : الياء حرف هجاء ، وهو حرف مجهور يكون أصلاً وبدلاً وزائدًا ، وتصغيرها يُوَيَّه ، وقصيدة واويَّة إذا كانت على الواو ، وياويَّة على الياء.