وقد رَوَّانى إياه ، ورجلٌ رَاوٍ. قال الفرزدق :
أما كان فى مَعْدانَ والفِيلِ شاغلٌ |
|
لعَنْبَسَةَ الرَّاوى علىَّ القصائِدا(١) |
ورَاويةٌ كذلك ، ألحقوا الهاء للمبالغةِ.
* والرَّوِىُ : حرف القافيةِ. قال الشاعر :
لَوْ قَدْ حَدَاهُنَّ أبو الجُودِىِ |
|
بِرَجَزٍ مُسْحَنْفِرِ الرَّوِىِ |
مُسْتَوِياتٍ كَنَوى البَرْنِىِ (٢) |
قال الأخْفَش : الرَّوِىُ : الحرف الذى تُبنى عليه القصيدة ، ويلزم فى كل بيت منها فى موضع واحد ، نحو قول الشاعر :
إذا قَلَّ مالُ المرءِ قَلَّ صديقُه |
|
وأَوْمَتْ إليه بالعُيوبِ الأصابعُ(٣) |
قال : فالعين حرف الرَّوِىّ وهو لازم فى كل بيت. قال : المتأمِّلُ لقوله هذا غير مُقْنِعٍ فى معرفة الرَّوِىِ ، ألا ترى أن قول الأعشى :
رَحلتْ سُمَيَّةُ غُدْوَةً أجْمَالَها |
|
غَضْبَى عليكَ فما تقولُ بَدَا لَها(٤) |
تجد فيه أربعة أحرفٍ لوازمَ غير مختلفة المواضع ، وهى الألف قبل اللام ، ثم اللام والهاء والألف فيما بعد. قال : فليت شعرى إذا أخذ المبتدئُ ـ فى معرفة الرَّوِىِ ـ بقول الأخفش هكذا مجرَّدًا كيف يصح له. قال الأخفش : وجميع حروف المعجم [تكون](٥) رَويّا إلا الألفَ والياءَ والواوَ اللواتى يكنّ للإطلاق ، وهاءَ التأنيث وهاء الإضمارِ إذا تحرك ما قبلهما ، وألفَ الاثنين وواو الجميع إذا انضم ما قبلها. قال ابن جِنىٍّ : قوله : اللواتى يكنَّ للإطلاق ، فيه أيضًا مُسامَحةٌ فى التحديد ، وذلك أنه إنما يُعْلمُ أن الألف والياء والواو للإطلاق إذا علم أن ما قبلها هو الرَّوِىُ ، وإذا علم أنه الرَّوِىُ ، فقد اسْتُغْنِىَ بمعرفته إياه عن تعريفه بشىء آخر ، ولم يَبْق بعد معرفته غرض هاهنا مطلوب ؛ لأن هذا موضعُ تحديده ليُعرَفَ ، فإذا عُرف وعلم
__________________
(١) البيت للفرزدق فى لسان العرب (روى) ، وتاج العروس (روى).
(٢) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (جود) (جوذ) (بذل) (روى) وتاج العروس (جود) (جوذ) ، وسر صناعة الإعراب (٢ / ٦٤٨).
(٣) البيت بلا نسبة فى لسان العرب (ومأ) (روى) ، وتاج العروس (ومأ) (روى).
(٤) البيت للأعشى فى ديوانه ص ٧٧ ، ولسان العرب (رحل) (روى) ، وتاج العروس (رحل) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (نفذ) ، وتاج العروس (نفذ).
(٥) من اللسان. وفى المخطوط : (يكنْ).