موضعِ خَبَرِ المُبْتدأ ، كأنه قال : هو مُقَدَّمٌ بِسَبَا الكَتَّان.
* والسَّبَبُ : ما تُوسِّل به إلى شىءٍ ، وقد تَسبَّب به إليه ، والجمعُ أسبابٌ.
* وأسبابُ السماءِ : مراقِيها ، وهو من ذلك ، قال زُهَيْرٌ :
ومَنْ هابَ أسبابَ المَنِيَّة يَلْقَها |
|
ولو رامَ أسبابَ السَّماءِ بِسُلَّمِ (١) |
والواحدُ سَبَبٌ. وارْتَقَى فى الأسباب : إذا كان فاضِلَ الدِّينِ.
* والسِّبُ : الحَبْلُ ، وقيل : السِّبُ : الوَتِدُ ، وقولُ أبى ذُؤيبٍ :
تَدَلَّى عليها بَيْنَ سِبٍ وخَيْطَةٍ |
|
بِجَرْداءَ مثلِ الوَكْفِ يَكْبُو غُرابُها (٢) |
قيل : السِّبُ : الحَبْلُ ، وقيل : الوَتِدُ ، وقد تقدّم فى الخَيْطَةِ مثل هذا الاخْتلاف ، وإنما يَصِفُ مُشْتارَ العَسَل ، والصوابُ أن السِّبَ الحَبْلُ ، وأنّ الخَيْطَةَ الوَتِدُ ، وجمعُ السِّبِ : أسبابٌ.
* والسَّبَبُ كالسِّبِّ والجمعُ كالجمعِ. وقوله تعالَى : (مَنْ كانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنْصُرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) [الحج : ١٥] معناه : مَنْ كان يَظُنُّ أن لن يَنْصُرَ اللهُ محمداً صلىاللهعليهوسلم حتى يُظْهِرَه على الدِّين كلِّه ، فَلْيَمُتْ غَيْظاً ، وهو معنى قولِه تعالى : (فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّماءِ) والسَّبَبُ : الحَبْلُ ، والسَّماء : السَّقْفُ ، أى فَلْيَمْدُدْ حَبْلاً فى سَقْفِه ، (ثُمَّ لْيَقْطَعْ) ، أى لِيَمُدَّ الحَبْلَ حتَّى يَنْقَطِعَ ، فيَمُوت مُخْتَنِقاً.
* والسَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشِّعْرِ : حَرْفٌ متحرّكٌ وحرفٌ ساكنٌ ، وهو على ضَرْبَيْن : سَبَبَانِ مَقْرونانِ ، ومَفْروقانِ ؛ والمَقْرُونانِ : ما توالت فيه ثلاثُ حركاتٍ بعدها حَرْفٌ ساكِنٌ ، نحو : « مُتَفَا » مِنْ « مُتَفاعِلُنْ » و « عَلَتُنْ » من « مُفَاعَلَتُنْ » فحَرَكةُ التَّاء من « مُتَفَا » قدْ قَرَنَتِ السَّبَبَيْن ، وكذلك حركةُ اللَّامِ من « عَلَتُنْ » قد قَرَنَتِ السَّبَبَيْنِ أيضاً ؛ والمَفْروقانِ هما اللَّذانِ يقومُ كل واحدٍ منهما بِنَفْسِهِ ، أى يكون حَرْفٌ مُتحرّكٌ وحرفٌ ساكِنٌ ، ويَتْلُوه حرف متحرّكٌ ، نحو « مُسْ تَفْ » من « مُسْتَفْعِلُنْ » ، ونحو « عِيلُنْ » من قولك « مَفَاعِيلُنْ » وهذه الأسبابُ هى التى يَقَعُ فيها الزِّحافُ على ما قد أحْكَمَتْهُ صناعةُ العَرُوضِ ، وذلك لأنّ الجزءَ غيرُ مُعتمِدٍ
__________________
(١) البيت لزهير بن أبى سلمى فى ديوانه ص ٣٠ ؛ ولسان العرب (سبب). ويروى الصدر : *ومن هاب أسباب السماء ينلنه*.
(٢) البيت لأبى ذؤيب الهذلى فى لسان العرب (سبب) ، (جرد) ، (دعس) ، (خيط) ؛ وتاج العروس (سبب) ، (دعس) ، (خيط) ؛ وتهذيب اللغة (٢ / ٧٥ ، ١٠ / ٣٩٤ ، ١٢ / ٣١٣) ، وللهذلى فى مقاييس اللغة (٢ / ٢٣٤ ، ٣ / ٦٤) ، وبلا نسبة فى المخصص (٤ / ١٠٢ ، ٩ / ١٧٢) ؛ ومجمل اللغة (٢ / ٢٣٠).