ويؤيد هذا المعنى كون القنوت بهذا المعنى واقعا فيما حكى الله من نداء الملائكة لها « يا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ » آل عمران : ٤٣ ، وقيل : يجوز أن يراد بالقانتين رهطها وعشيرتها الذين كانت مريم منهم وكانوا أهل بيت صلاح وطاعة ، وهو بعيد لما تقدم.
على أن المناسب لكون المثل تعريضا لزوجي النبي صلىاللهعليهوآله أن يراد بالقانتين مطلق أهل الطاعة والخضوع لله تعالى.
( بحث روائي )
في تفسير البرهان ، عن شرف الدين النجفي رفعه عن أبي عبد الله عليهالسلام أنه قال قوله تعالى : « ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا ـ امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ » الآية ـ مثل ضربه الله لعائشة وحفصة ـ أن تظاهرتا على رسول الله صلىاللهعليهوآله وأفشتا سره.
وفي المجمع : عن أبي موسى عن النبي صلىاللهعليهوآله قال : كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع : آسية بنت مزاحم امرأة فرعون ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله.
وفي الدر المنثور ، أخرج أحمد والطبراني والحاكم وصححه عن ابن عباس قال : قال رسول الله : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ـ وفاطمة بنت محمد صلىاللهعليهوآله ومريم بنت عمران ـ وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون ـ مع ما قص الله علينا من خبرهما في القرآن ـ « قالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ ».
وفيه ، أخرج الطبراني عن سعد بن جنادة قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن الله زوجني في الجنة مريم بنت عمران ـ وامرأة فرعون وأخت موسى.
أقول : وامرأة فرعون على ما وردت به الروايات مقتولة قتلها زوجها فرعون لما اطلع أنها آمنت بالله وحده ، وقد اختلفت الروايات في كيفية قتلها.
ففي بعضها أنه لما اطلع على إيمانها كلفها الرجوع إلى الكفر فأبت إلا الإيمان فأمر بها أن ترمى عليها بصخرة عظيمة حتى ترضح تحتها ففعل بها ذلك.
وفي بعضها لما أحضرت للعذاب دعت بما حكى الله عنها في كلامه من قولها : «رَبِ