لأنه ليس مظنة الفقر بل من استمرار الأمر وتقديم صدقات.
وقوله : « فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ » إلخ ، أي فإذ لم تفعلوا ما كلفتم به ورجع الله إليكم العفو والمغفرة فأثبتوا على امتثال سائر التكاليف من إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة.
ففي قوله : « وَتابَ اللهُ عَلَيْكُمْ » دلالة على كون ذلك منهم ذنبا ومعصية غير أنه تعالى غفر لهم ذلك.
وفي كون قوله : « فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ » إلخ ، متفرعا على قوله : « فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا » إلخ ، دلالة على نسخ حكم الصدقة قبل النجوى.
وفي قوله : « وَأَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ » تعميم لحكم الطاعة لسائر التكاليف بإيجاب الطاعة المطلقة ، وفي قوله : « وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ » نوع تشديد يتأكد به حكم وجوب طاعة الله ورسوله.
( بحث روائي )
في المجمع : وقرأ حمزة ورويس عن يعقوب « ينتجون » والباقون « يَتَناجَوْنَ » ويشهد لقراءة حمزة
قول النبي صلىاللهعليهوآله في علي عليهالسلام ـ لما قال له بعض أصحابه : أتناجيه دوننا؟ ما أنا انتجيته بل الله انتجاه.
وفي الدر المنثور ، أخرج أحمد وعبد بن حميد والبزار وابن المنذر والطبراني وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان بسند جيد عن ابن عمر : أن اليهود كانوا يقولون لرسول الله صلىاللهعليهوآله : سام عليك يريدون بذلك شتمه ثم يقولون في أنفسهم : « لَوْ لا يُعَذِّبُنَا اللهُ بِما نَقُولُ » فنزلت هذه الآية « وَإِذا جاؤُكَ حَيَّوْكَ بِما لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللهُ ».
وفيه ، أخرج عبد الرزاق وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس : في هذه الآية قال : كان المنافقون يقولون لرسول الله صلىاللهعليهوآله : سام عليك فنزلت.
أقول : وهذه الرواية أقرب إلى التصديق من سابقتها لما تقدم في تفسير الآية ، وفي رواية القمي في تفسيره أنهم كانوا يحيونه بقولهم : أنعم صباحا وأنعم مساء ، وهو تحية أهل الجاهلية.