الى ما ذكر كحالتي الغنى والفقر ـ لانهما ترجعان الى حالتي النعمة والمصيبة ببعض الاعتبارات او لامكان الاستغناء عن ذكرها بالخصوص لامكانية معرفة دور الذكر فيها من معرفة فائدته فيما ذكر.
اما فائدة ذكر الله سبحانه حال النعمة فواضحة بسبب ما يوحي به تذكر الله سبحانه حال التمتع بنعمه التي لا تحصى من كونه المصدر الحقيقي لكل ما ظفر به وحصل له من النعم وقد نص على ذلك بقوله تعالى : ( ومابكم من نعمة فمن الله ) (١).
واكد ذلك بقوله سبحانه : ( وإن تعدوا نعمة الله لاتحصوها ) (٢).
مع الالتفات التفصيلي ببركة هذا التذكر الى انه سبحانه لم يتفضل عليه بهذه النعمة الا ليستعين بها على تحقيق الغاية الكبرى التي خلقه من اجلها وهي عبادته وحده لاشريك له وانه إذا صرفها في هذا السبيل كان شاكرا الله عليها بالشكر العملي الذي يقتضي بطبعه زيادة النعمة وبقاءها عند صاحبها الشاكر مع توفيقه لطول البقاء والسلامة من البلاء لما هو المعروف المشهور من ان الصدقة الواجبة او المستحبة تطول الاعمار وتعمر الديار وتدفع البلاء وقد أبرم إبراماً.
أجل : إن تذكر الله المنعم من قبل صاحب النعمة يؤدي الى صرفها في سبيل إطاعته سبحانه وذلك يؤدي الى هذه النتائج الايجابية المباركة والفوائد العديدة.
وقد اشار سبحانه الى ما يترتب على شكر النعمة الناشىء عن ذكر
__________________
(١) سورة النحل ، الآية : ٥٣.
(٢) سورة النحل ، الآية ١٨.